د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

من فكرة بدأ السؤال يا وزير التربية والتعليم!

من فكرة بدأت بسؤال «لماذا لا توجد مكتبة خاصة بالنساء»؟ إلى مشروع فعلي شهد النور على يدها في ستينيات القرن الماضي.

عزيزة البسام التي يميزها دوما حب الثقافة والقراءة، والاسم الحاضر دائما في تاريخ الأنشطة الاجتماعية والحقوقية. تعد البسام أول أمينة مكتبة نسائية في البلاد، قضت بين أرفف كتبها وممراتها ما يزيد على 4 عقود، بل كانت صاحبة فكرة المكتبة النسائية الأولى.

روت البسام لـ«القبس» كيف كانت الفكرة، وكيف نفذت على وجه السرعة، إيمانا من المعنيين حينها بأهمية الثقافة والقراءة ورعاية كل فئات المجتمع في هذا المجال. ولم تقتصر اهتمامات البسام (خريجة ليسانس تاريخ وبكالوريوس مكتبات) على الثقافة، فهي ناشطة بارزة في المجال الإنساني إلى جانب كونها عضوة في جمعيات نفع عام، أبرزها رابطة الاجتماعيين، الجمعية الثقافية النسائية، فضلا عن إسهاماتها بمؤلفات، حيث كانت شاهد عيان على الاحتلال العراقي للكويت، ووثقت مشاهداتها في كتاب، وكذلك أرّخت نشأة المكتبات في الكويت... «جريدة القبس - الثلاثاء 5 يناير 2021».

تبدأ سطور مقالتنا من حيث انتهت كلمات جريدة «القبس» الخاصة بأستاذتنا عزيزة البسام التي مازالت تعد الرائدة الأولى ليس فقط في الكويت، بل في الخليج العربي، فهي من وضعت الفكرة وقامت بتنفيذها لتجعل الريادة للكويت في المكتبات المدرسية والعامة أيضا، ومن تلك الفكرة بدأ السؤال يا معالي وزير التربية والتعليم: حان الوقت يا معالي الوزير بأن تحيي المكتبات من الاحتضار.

لم تكتب حروف مقالتنا عما كان في الماضي، ولكن سطورنا ستسلط الضوء على الحاضر لتنير المستقبل.. معالي الوزير بالأمس البعيد كنا نجد المسؤولين على المكتبات المتواجدة سواء في المدارس أو الجامعات أناسا لهم الخبرة في العديد من المجالات وملمين بالعديد من بحور الثقافة والحضارة، بل كنا نجد الوزارة تقوم دائما بعقد دورات للمشرفين على المكتبات لصقلهم الخبرات وإعطائهم فرصا للتوسع في هذا العلم، ولكن ما نراه الآن في بعض المدارس وبعض الكليات أن من يقوم بالإشراف على المكاتب هم مجرد موظفين يقومون بحراسة الأرفف وما تحمله من كنوز علمية ،أما ما تحتويه أو كيفية الأرشفة للأسف البعض منهم لا يمتلك الخبرة ولا المعلومة مما جعل بعض أبنائنا الطلبة ينفرون من دخول المكتبة لأنه لا يجد من يساعده وينير له طريق العلم مثلما كان في السابق.

المشكلة لا تقتصر على الأرشفة وعلى ما تحتويه الكتب بل المعضلة يا معالي الوزير أن أصبح أغلب أبنائنا لا يعرفون معنى القراءة، لأنه لا يوجد من يرغبهم بهذا! تلك هي مصيبة أبنائنا بأنهم أصبحوا يتجهون لأسهل الطرق، فمنهم من يتوجه للمكتبات الخاصة التي تقوم بطباعة الأبحاث، ومنهم من يقوم بالدخول لبعض المواقع الإلكترونية التي قد تكون معلوماتها غير صحيحة، ومن هذا وذاك يبقى السبب وهو بأنه لا يوجد من يحثهم ويغرس فيهم حب المطالعة ومفهوم وأهمية القراءة، حان الوقت لأن نصقل ونحث أولا أعضاء هيئة التدريس بجميع المراحل على أن يغرسوا في نفوس أبنائنا أهمية القراءة، ثانيا: حان الوقت للاهتمام والانتقاء لمن يقومون بالإشراف على المكتبات سواء كانت مدرسية أو جامعية أوعامة، سئمنا يا معالي الوزير من البعض الذين يأخذون تلك المهمة على أنها وظيفة وليست منارة للعلم والتعليم.

٭ مسك الختام: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم). «سورة العلق 1-5».

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا