وزير الإعلام أكد أنه لا يمكن أن نحيي أي نشاط ثقافي من دون إستراتيجية إعلامية وتسويقية صحيحة
- نعتزم تشكيل لجنة عليا للمسرح برئاستي وتضم كبار المتخصصين في هذا المجال
- أسبوع ثقافي إعلامي كويتي قريباً في قسنطينة من خلال عدة أنشطة بهدف مد الجسور الثقافية
- فنون الكويت وثقافتها لها صبغة متميزة ونكهة فريدة عن بقية الدول
- تنسيق مباشر مع وزارة التربية لإعادة دور الثقافة والفنون داخل مدارسنا
أجرت الحوار: د. نرمين الحوطي
الشيخ سلمان الحمود متوسطا د بدر الدويش ود نرمين الحوطي وفيصل المتلقم والسفير سعود الدويش
قبل أيام شارك وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود على رأس وفد في احتفالية إعلان مدينة «قسنطينة» الجزائرية عاصمة للثقافة العربية لعام 2015، بمشاركة وزراء وممثلين عنهم مثقفين من جميع الأقطار العربية، وحضر خلالها عدد من الفعاليات الفنية، ضمن برنامج ثقافي ثري ابرز هوية مدينة قسنطينة القديمة وكنوزها التاريخية والفنية والثقافية، تلك المدينة التي يطلق عليها مدينة الصخر العتيق والجسور المعلقة، مدينة «الدين والعلماء»، أو ان شئت فقل عنها مدينة «الفن والموسيقى».
لقد جمعت قسنطينة بين العراقة والطبيعة والجمال لتكون عاصمة ثقافية بامتياز، وفتحت ذراعيها لاستضافة مسؤولين ومثقفين من 22 بلدا عربيا للاحتفال بها عاصمة للثقافة العربية، وللتعرف على تاريخ تلك المدينة، الذي يمتد على مدى 2500 عام.
ولم يقتصر يوم 16 من ابريل الجاري الذي اختير للانطلاق الرسمي لتلك التظاهرة على الاحتفالات باختيار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية فقط، فهو يعد ذكرى خالدة في نفوس الجزائريين، فهو يوم العلم في الجزائر الذي يخلد ذكرى وفاة رائد النهضة الجزائرية عبدالحميد بن باديس، في ذات اليوم من العام 1940 الذي يتحدر من محافظة قسنطينة.
هذا اليوم جعل من الافتتاح تظاهرة وطنية وقومية وثقافية وأثناء رحلتنا إلى قسنطينة وحضورنا الاحتفالات كان لنا هذا الحوار مع وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود فإلى التفاصيل:
في البداية نود أن تحدثنا عن طبيعة مشاركة الكويت للجمهورية الجزائرية الشعبية في الاحتفال باختيار مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015.
٭ مشاركتنا للجزائر في الاحتفال باختيار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية جزء من التزاماتنا في مجال الثقافة وأيضا لما بين البلدين الجزائر والكويت من علاقات تاريخية، تمثلت في مواقف مشتركة منذ مساندة الكويت للشعب الجزائري أثناء الاستعمار واستمرت العلاقات الوثيقة والترابط والتعاون بين الدولتين، وقد تلقينا دعوة كريمة من وزيرة الثقافة د.نادية لعبيدي لزيارة الجزائر والمشاركة في افتتاح المهرجان، تلك المدينة التي تحمل الكثير من عبق التاريخ الثقافي العربي والعالمي المهم في عالم الثقافة وما جادت به في تاريخ النهضة الثقافية العالمية والعربية، وسوف تكون لنا مشاركات ثقافية وإعلامية في القريب العاجل لتعزيز العلاقات الثقافية والإعلامية وذلك من خلال أسبوع ثقافي إعلامي كويتي في قسنطينة من خلال عدة أنشطة لتحقيق الهدف ومد الجسور الثقافية التي تربط بين الدول العربية كثقافة واحدة، هذا بالدرجة الأولى وتعزيز العلاقات البينية بين الجزائر والكويت في كافة المجالات وخاصة في المجال الثقافي والمجال الإعلامي.
في الآونة الأخيرة لاحظنا تركيزكم واهتمامكم بالثقافة وما يندرج تحتها من مجالات كثيرة، مثل زيارتكم لفيلكا والاطلاع على ما تحتويه من آثار وتسهيل كل العقبات لإعادة وإحياء تلك المنطقة على اسس ثابتة علما بأن تلك المنطقة في السابق لم تكن في خارطة الثقافة فما هي خطتكم لفيلكا؟
٭أولا يجب ألا ننسى دور وفضل المحرك الأساسي ومؤسس الثقافة والفنون والإعلام في الكويت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حين ترأس وزارة الإرشاد والانباء وجهوده في هيئة الشؤون، منذ ذلك الوقت أصبحت الكويت تمتلك الكثير من الارث الثقافي والفني الفريد من نوعه في المنطقة مما جعل الكويت تمتلك الكثير من الإبداعات والهامات الثقافية والفنية التي رسمت تاريخا طويلا للكويت عبر مساهماتها وإنجازاتها في المجال الثقافي والفني، فلدينا الكثير من المحطات الثقافية والفنية والأدبية مثل مجلة العربي، والمسرح الكويتي والفنون البحرية والبرية وغيرها من الفنون الأخرى التي جعلت للكويت من خلال فنونها وثقافتها صبغة متميزة ونكهة فريدة عن باقي الدول الأخرى، فإذا نظرنا على سبيل المثال لا الحصر الى الفنون الشعبية الكويتية فسنجد أنها تميزت بالرقص الشعبي والسامري وفن العارضة وأخص أيضا فن الصوت وتميزه بين دول المنطقة، ومنذ انطلاقة الكويت الثقافية كان هناك طموح كبير وجهود كثيرة، حيث استطاع الآباء والأجداد أن يرسخوا تلك النهضة الثقافية ولكن مع الوقت أصبحت بحاجة إلى إعادة ترتيب، وقد نالنا من البيروقراطية والظروف الإدارية ما نال العمل الثقافي بشكل عام فكان هناك التحدي، وكان من أطلق هذا التحدي حقيقة وتبناه صاحب السمو الأمير بإنشاء مركزين ثقافيين عالميين هما مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي ويحتوي كل منهما على مجموعة عناصر ثقافية متكاملة، كما تربط تاريخ الكويت وحكام الكويت وآثار الكويت والثقافة الكويتية، ومن هذا المنطلق وضعت مسؤولية مضاعفة على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في التعامل بعقلية جديدة وكان من مرتكزاته بالدرجة الأولى تفعيل دوره كمجلس يحتوي على نخب ثقافية وفنية مميزة بالإضافة إلى تمثيل عال لأجهزة الدولة المختصة بعملية الثقافة وتوجيه المجتمع وترسيخ الانتماء.
وهذه المنظومة الآن بدأت تعمل بشكل أفضل وانطلقت من خلال استراتيجية مدروسة، بدأت الآن بالتحرك وكان أهم ثلاث ركائز قمنا بالتركيز عليها نشر الثقافة الذي لا بد أن ينطلق من منبع ومهد الثقافة «الطفولة والناشئة» فإذا ما تم النشر الحقيقي والصحيح في هذه المرحلة فسيستطيع هذا النبت أن يحقق الإنجازات، وبالتالي تحول الكثير من أنشطة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من المركزية إلى اللامركزية من خلال الانتقال بين المحافظات، والآن يوجد تنسيق مباشر مع وزارة التربية لإعادة دور الثقافة والفنون داخل مدارسنا إضافة إلى وجود مسارح، وفي الحقيقة هذا الأمر توقف في الفترة السابقة على الرغم من ان الدولة توفر كل الإمكانيات، بسبب كما قلت سابقا البيروقراطية والروتين وأسباب أخرى عديدة.
والركيزة الثانية هي انه لا يمكن أن نحيي أي نشاط من دون استراتيجية إعلامية وتسويقية صحيحة، وقد استطاع المجلس الوطني في السنتين الاخيرتين أن يطور في جهوده التسويقية والإعلامية وبدأ يصل إلى الناس بشكل أفضل ويدعو الجمهور الى الحضور والمشاركة في الأنشطة التي يطلقها، كما ان مجلس الوزراء مشكورا اعتمد عشرة مهرجانات أو أنشطة سنوية للمجلس الوطني وأصبحت ثابتة في كل عام وهذا كله يؤدي الى انطلاقة للثقافة.
أما الركيزة الثالثة وهي لا تقل أهمية عن الركائز الأخرى فهي قضية السياحة الثقافية، وقد كان لمجلس الوزراء نظرة بعيدة من خلال توجيه سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بأن تنقل السياحة إلى وزارة الإعلام ضمن منظومة الإعلام والثقافة، والسياحة في الكويت لها سماتها ويجب أن نركز على السياحة الداخلية، وأهم متنفس للسياحة الداخلية هي السياحة الثقافية والفنية بكل مرتكزاتها وكذلك السياحة العائلية والخليجية، وإذا نظرنا الى المنظور الاستراتيجي استطعنا ذلك وهذا الذي بدأنا به حقيقة من خلال برامج ثقافية وفنية خلال العامين الماضيين، وقد أصبح لدينا برنامج حافل سنوي من وزارة الإعلام بإطلاق العديد من الأنشطة والحفلات والمناسبات الثقافية والفنية التي استقطبت العديد من المواطنين والمقيمين والخليجيين.
وهنا أشير الى انه لا بد أن نشرك اليوم القامات والخبراء بشكل أكبر في وضع الخطط التنفيذية لهذه الاستراتيجية، وبالتالي يجب أن نتأكد من ان الخطط والأهداف المرسومة تتحقق بشكل صحيح، كما لا بد من وجود استثمار ودعم حقيقي للثقافة والفنون في الكويت حتى تتطور، وباحصائية بسيطة لانطلاقة الثقافة في الكويت وما أنفق عليها في ذلك الوقت سنجد أن ما أنفق عليها في ذلك الوقت أكثر بكثير مما ننفقه الآن لتطوير الثقافة ومواكبة الدول الأخرى، فأغلب ما ينفق اليوم على الرواتب والأمور الإدارية والقليل ينفق على الثقافة والفنون كما كان في السابق وقت انطلاقتها وكل هذا يؤثر على نشر الثقافة والفنون في المجتمع كي تبرز الإبداعات.
أما عن الآثار فأقول إن الكويت تحمل من التاريخ والآثار ما جعل منها مركزا وممرا تجاريا مهما حيث انها تربط بين بلاد ما وراء النهرين والحضارات التي وجدت على الخليج وبحر العرب، وكل هذا الارث بدأ منذ 300 سنة قبل الميلاد واستمر إلى أن دخلت في الحضارة الإسلامية، فالكويت لديها من المعطيات والآثار المهمة وهي بحاجة الى أن تستثمر بشكل صحيح، فزيارتي لفيلكا كان الهدف منها أن نعطي رسالة مهمة وهي كما قالها لي أحد المتخصصين عن الآثار بأن جزيرة فيلكا هي متحف مفتوح وبالتالي يجب ربط هذه الأمور بمفهوم جديد لإدارة وتشغيل هذه المرافق الثقافية والفنية أو مواقع الآثار من خلال إدارة قادرة على جذب الجمهور وتوفير البيئة المناسبة من حيث توفير وإتاحة المعلومات وكذلك الخدمات الترفيهية من المطاعم وغيرها.
الشيخ سلمان الحمود يمسك الآن بميزان إحدى كفتيه الثقافة والكفة الأخرى الشباب، نريد ان نعرف ماذا يحمل وزير الإعلام والشباب من مخططات واستراتيجيات لهما؟
٭ من خلال اهتمام صاحب السمو الأمير بـ «مشروع كويت تسمع» ومع اعتماد الوثيقة الوطنية للشباب ووجود وزارة الدولة لشؤون الشباب فتحنا محورا مهما من اهتمام الشباب وهو الثقافة والفنون والآداب وإبداعاتهم فيها، ولله الحمد رغم بعض الملاحظات على الأداء الثقافي الكويتي في العقدين الأخيرين، إلا أن الكويت لم تخل من الإبداعات والمواهب في كل مجال وأيضا في عملية صقلها والتأسيس عليها ودعمها وتشجيعها وهو أمر مهم، واليوم نتكلم عن وضع إداري أفضل، حيث هناك استثمارات كبيرة وتحديات بوجود مراكز ثقافية عالمية ولذا يجب أن نواكب ذلك بتطوير أنفسنا حتى نستطيع أن نحرك وندير هذه المراكز على الأقل على المدى المتوسط والبعيد بكفاءة عالية.
هناك أيضا اهتمام ملحوظ بالمسارح وحرص على حضور كل الفعاليات الثقافية والفنية والإعلامية ومشاركتكم ومساندتكم لأهل الثقافة والفنون والآداب، ومؤخرا تم إطلاق أسماء عمالقة المسرح الكويتي على بعض المسارح، هل هناك جديد أيضا في هذا الأمر؟
٭ صحيح أننا قمنا بافتتاح مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية ورغم هذا الافتتاح لهذا الصرح المسرحي وتتويجه باسم أحد عمالقة المسرح الكويتي، إلا أننا غير راضين عن مسيرة الإنشاءات وهناك توجيه وحرص من قيادتنا على التوسع في المسارح، وقد قامت الدولة بتخصيص الأراضي والميزانيات لها، ولذا علينا اليوم أن نسعى بكل جدية للاستعجال في إنشاء والتوسع في المسارح لمواكبة الحركة المسرحية العالمية والعربية وغرس الثقافة المسرحية في مجتمعنا.
ماذا عن الفرق الشعبية، وهل هناك جديد بخصوص تطويرها؟
٭ كنا نسعى منذ فترة لنقل تبعية الفرق الشعبية من وزارة الشؤون إلى وزارة الإعلام والحمد لله تمت الموافقة على النقل بعد سنوات طويلة من المحاولات، فمنذ أن توليت الوزارة قمت بمحاولات كثيرة لأخذ الموافقة، وكان الدافع الذي جعلني أصمم على ذلك هو غياب الكثير من الفرق الشعبية رغم تواجدها تحت مظلة وزارة الشؤون، ولكن اليوم رجعت لمكانها الصحيح ومهدها الحقيقي فأصبحت تتبع إدارة التراث في المجلس الوطني للثقافة والفنون، ومن هنا سوف تكون البداية الصحيحة لتلك الفرق وسيكون لها استراتيجية لتطويرها وإحياء الفنون الشعبية الكويتية القديمة. كما أذكر هنا أننا بصدد تشكيل لجنة عليا للمسرح وستكون برئاستي حتى لا يكون هناك مجال للروتين، وستضم كبار المتخصصين في المسرح مثل عبدالعزيز السريع وعبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وهناك العديد من الأسماء بالإضافة إلى المتخصصين في المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن خلال تلك اللجنة سوف نحدد أين مشكلة المسرح كما سنضع الأسس لانطلاق مشروع «عدسة» مع برامج الشباب وبرامج وزارة الإعلام كالتلفزيون والإذاعة وأنشطتهما الفنية، ومن هنا نستطيع أن نعود لمسرحنا الذي عهدناه في السابق، وقد قمنا بدراسات، واطلعت عليها، فالجميع يشتكي من قلة النصوص وضعفها وقلة المسارح وعدم وجود الدعم الكافي للفرق المسرحية، وكلها أمور لا بد أن تترجم إلى خطة لتطوير العمل المسرحي لما يحتويه من فن راق مهم. فالثقافة مسؤولية مهمة لا نستطيع أن نحققها دونما إيمان مطلق بأهميتها، وكل الدول التي استثمرت في الثقافة عاد عليها ذلك بالنفع الكبير لأن الثقافة عنصر مهم للشعوب والمجتمعات فهي تنمي الفرد، وهناك قيم لا نستطيع تدريسها في المدارس أو نغرسها بشكل تقليدي كما كان في السابق، لان المجتمع اليوم كبر والدولة، ولله الحمد، في اتساع، ودور الأسرة يجب ألا يكون تقليديا بل عليها تحديات كثيرة، فيجب تعزيز دور التعليم وربطه بالثقافة والفنون الربط الصحيح والحقيقي لأن جزءا كبيرا من المجتمع له هوايات وعنده إلمام وميول لمجالات ثقافية وفنية يجب أن تستثمر، ونحن لن ننجح من دون رؤية واضحة واستثمارات حقيقية وتفاعل أساسي، وكما أن للدولة دورا كجهة تنظيمية فعلى المجتمع دور أكبر وكذلك الجمعيات النفعية المتخصصة والقطاع الخاص، والمسألة عبارة عن منظومة وشراكة إذا تحققت فسوف نرى نهضة ثقافية وفنية مستمرة وأعتقد أن الكويت غنية بإرثها الثقافي الإسلامي والعربي ومكوناتها المهمة في محيطها الجغرافي ما منحها تميزا وخصوصية ثقافية.
أثناء حديثكم عن التطوير والتنظيم ووضع استراتيجيات للثقافة والنهوض بها استشعرت أنني أقرأ ما كتبه ووضعه والدنا وأميرنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، هل الشيخ سلمان الحمود عندما أسندت له وزارتا الشباب والإعلام قرأ تلك المراسيم والقرارات ومن خلالها بدأ بالتطوير من حيث انتهى صاحب السمو؟
٭ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يعد مدرسة ثقافية وأنا إلى الآن مازلت أتعلم فيها، وقد قرأت كما ذكرت دراسة مهمة عندما قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتكليف الأستاذ زكي طليمات بوضع رأيه الفني والثقافي للوضع الثقافي في الكويت وكيفية النهوض به وتلك الدراسة كانت عبارة عن خارطة طريق مهمة، وكثيرا ما أقوم بالإطلاع على ملفاتها وأبرز الملاحظات التي تميزت بها الكويت، كما نجد أن الشيخ جابر العلي رحمه الله ركز على الفنون وتطويرها، كما عمل على تطوير الإعلام الخارجي ولا ننسى جهوده في تعزيز صورة الكويت في الخارج إعلاميا وارتبطت معه مؤسسات عربية ربطا حقيقيا الى الآن نستخدمها، وكذلك الشيخ سعود الناصر رحمه الله قام بنقلة كبيرة في القطاع الإخباري في التلفزيون وساهم في وضع الأسس بتشريعات حديثة تربط الإعلام المرئي والمسموع، واستمر الوزراء من بعدهم في التجديد والتحديث، فالإعلام الكويتي أغنى وأعمق وأعرق من أؤثر فيه، فأنا أساهم بالخبرات والجهود الموجودة، فدوري مساهم وليس قائدا بالشكل الكامل، لأن المهمة أكبر والمسؤولية أكبر، وكان لي الشرف حينما كنت وكيلا للإعلام أنني عملت مع هامات ثقافية وفنية وأكاديمية كبيرة، ومازلت أتشرف بأنني أعمل معهم فأسمع منهم الملاحظات وآراءهم، لأنني أؤمن بروح الفريق الواحد ولا أحب العمل الفردي وهذا ما تميزت به الكويت خلال السنوات الأربع الأخيرة، خاصة بعد ما صار هناك استقرار سياسي بحكمة صاحب السمو الأمير، ولله الحمد، فبعد فضل الله سبحانه وتعالى ونظرة سمو الامير وحكمته في إدارة الأمور الآن أصبحنا نتلمس الخطوط والاتجاهات الصحيحة التي تبني مستقبلا واعدا وأكبر في مجال الثقافة والفنون.
كلمة أخيرة؟
٭ أمامنا الكثير من العمل والكثير من التحديات وأكبر تحد هو العنصر البشري المبدع المدرب مع الرؤية الواضحة التي تحتاج دائما إلى تطوير ولا ترتبط بأشخاص، بل ترتبط بأسس ومنهج واضح كما لابد من الاستفادة من خبرات الآخرين وأن نصقل الخبرات الوطنية، فمثلا نحن أصبح لدينا متخصصون في علوم الآثار مثل أخينا شهاب الشهاب ود.سلطان الدويش ود.ناصر الديحاني والعديد من الشباب المستمرين في البحث والتعليم من أجل تطوير الثقافة والنهوض بها، وأؤكد أن ذلك هو الاستثمار الحقيقي، كما لا أنسى الدور المهم الذي يلعبه قطاع دار الآثار الإسلامية بإشراف مباشر من الشيخة حصة صباح السالم بتميز أنشطتها وإثراء الحركة الثقافية التي توازي وتفوقت على أنشطة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهذا التميز نحن فخورون به، وأعتقد ان هذا نجاح حقيقي، ففي السنوات الأخيرة حاولت بالتنسيق معهم أن نرعى أنشطتهم التي قامت بمجهودات بين كل من الشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخة حصة ليعملوا لنا ثروة لا تقدر من تحف إسلامية أصبحت اليوم فريدة في العالم، كما لا ننسى دورهم ومجهودهم في بناء الثقافة الكويتية والإسلامية. وإذا تحدثنا عن مجال الآثار نتكلم عن مجموعة مثل أ. طارق رجب ومجموعة من أصحاب المتاحف الخاصة لا نقدر أن ننسي مساهماتهم في إثراء الحركة الثقافية والفنية والأدبية من هذا كله نصل لنقطة واحدة وهدف مثبت وهو أن الثقافة لن تتقدم بمجهود فردي يرتكز فقط على الدولة، بل لابد أن يكون العمل الثقافي عملا تعاونيا يشارك فيه المجتمع ككل للنهوض بالثقافة والفنون في مجتمعنا الكويتي، وأتمنى أن نوفق في تطوير الثقافة وربط أجيالنا بشكل حقيقي وبناء جيل المستقبل وفق معاييرنا القيمية والدينية الصحيحة ونحافظ على ما غرسه فينا الآباء والأجداد من قيم، فالكويت بحمد الله استطاعت أن تكون لها الريادة العالمية في مجال العمل الإنساني وتسمى منفردة مركزا للعمل الإنساني عندما لقب صاحب السمو الأمير بلقب قائد العمل الإنساني، وهذه أمور لا تقدر بثمن وإنما هي ترجمة حقيقية من منظمة عالمية هي هيئة الأمم المتحدة التي ثمنت مجهودات صاحب السمو الأمير بدعمه للعمل الإنساني، وهنا أقول ان الكويت لها مبادئ لم تحد عنها كما ان علاقتها مع الدول مبنية على أساس من الاحترام المشترك بعيدا عن التدخل في شؤون الآخرين، كما ان الكويت بقيادتها ودبلوماسيتها استطاعت أن تكون عنصرا لفض النزاعات وتقريب وجهات النظر، وبالتالي هذه الجوانب مهمة جدا نستفيد منها نحن الكويتيين ونستفيد كذلك من عامل مهم وهو الجانب الخيري في المجتمع الكويتي والعمل الخالص لله سبحانه وتعالى في مساعدة المنكوبين والمحتاجين بدون مقابل وهي من ثوابت المجتمع الكويتي، وأكرر ان تلك الأشياء تعد ثروة لا تقدر بثمن، وأقول لمن يريد أن يشكك في ذلك ارجع للكويت في تاريخ 2/8، لقد وقف معنا كل شريف بالعالم دون أن ينظر لمصلحة أو غاية وظهر أكبر تحالف دولي لتحرير الكويت لأنها بلد حق بنيت على العطاء بدون غرض أو هدف وبدون مصلحة تلك هي الكويت مركز العطاء والسلام والمحبة.
جميلة بوحيرد: الكويت في عيوني
قالت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد منذ 52 سنة وأنا أرفض اللقاءات والمقابلات الشخصية، ولكن اليوم بدافع محبتي للكويت وشعبها أتكلم وأخص «الأنباء» بتلك الكلمات البسيطة في تلك المناسبة العظيمة، حيث اختيار مدينة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، ان محبتي للكويت لم تتغير منذ أن قمت بزيارتها عام 1962 فالكويت في عيوني وأحب الشعب الكويتي، جميلة بوحيرد تربت على العروبة فأنا في الكويت كويتية وفي مصر مصرية وأتمنى أن يطيل الله في عمري لأذهب مرة ثانية لزيارة الكويت لما أمتلكه من حب لتلك الأرض وشعبها.
https://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/553037/22-04-2015