لعبت السياسية على مر العصور دورة إيجابياً لتظهر جميع الجوانب الحياة سواء أكانت فكرية وثقافية فنية وعلى اعتبار أن المسرح يمثل أحد أدوات الفرد في التعبير عن آرائه وأفكاره وهموم مجتمعه فكان لابد من انعكاس السياسة بكل تأثيراتها ومحاكاتها على خشبة المسرح .
وقد استخدمت النصوص المسرحية أحداثا من التاريخ لتكون اسقاطات سياسية حية للواقع السياسي المعاصر وذلك على اعتبار أن التاريخ يزخر بالأحداث والوقائع التي يستخلص منها الحكمة والعبرة، فمن الطبيعي أن يعود الكاتب إلى التراث والتاريخ ليحولهما إلى دراما تاريخية وذلك بدافع من الحنين الرومانسي الماضي بما فيه من أحداث وشخصيات وأحيانا قد يكون الهدف استعادة شرائح زمنية من التاريخ لفحصها وإعادة تقييمها من منظور معاصر وأحياناً : تتحول الوقائع التاريخية إلى تورية سياسية وفنية غايتها الإسقاط على الحاضر، فيتوارى المؤلف خلف قناع التاريخ ليحكي من خلاله عن الحاضر بعيدا عن أخطار الرقابة السياسية المتربصة به"(1).
PDF