د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أيام ثقافية كويتية في الجزائر


لموعد 13 فـبراير2007 المناسـبة اقامـة الاسبوع الثـقافي الكويتي بعد اخـتيار الجزائر عـاصمة الثـقافة العربيـة لعام 2007، الهدف التـعرف على الآخر عن قرب، الوسـيلة عروض مختلفة من فنون الكويت لمثـقفي شعب الجزائر العربي والذي نشترك معه في كل مقومات الحياة، ورغم ان المسافة بعيدة الا اننا كوفـد رسمي لم نشعر ابدا بغـربة من اللحظة الأولى التي وطئت اقدامنا فيـها ارض مطار الجزائر، فقد استقـبلنا مناخها ذو الرائحة الفطرية بنسائم باردة ولكنها دافئة الاحساس.

اقـامة الوفـد كانت فـوق العـادة، النظام محـسوب بدقـة والابتسامة كانت لغة الحـوار، وانتهت تجربتنا بالنجاح بعد ان قدم فريق العمل ـ كل في مجال تـخصصه ـ ابداعاته الفنية والفكرية في بلد الجـزائر المعروفـة بأنها بلد المليـون شهـيد، وبالنسبة لجغرافـيتها فهي من دول شمال افريقيا، عـاصمتها الجزائر وهي مـيناء رئيسي بـافريقيـا الشمـالية على البـحر المتوسط، انشـأها البربر في اواخر القرن العـاشر الميلادي في مكان مدينة أكـرسيوم الـرومانية ظهـرت اهميتـها بعد قـيام الحكم التركي على يد بربروسا 1518م احتلهـا الفرنسيون 1830 وانشأوا فيـما بعد مدينة حديثـة على طول المرفأ، ويطلق على القسم القديم من المدينة اسم «القصبة» نسبة الى قلعة القصبة المشرفة عليـها والتي بنيت في القرن السادس عـشر، حصلت على الاستقلال بعد كفاح مرير عام 1962.

هذه هي الجزائر التي قضـينا فيها 10 ايام قـدم من خلالها فريق العـمل الكويتي ابداعاته التي ابهرت مشـاهديها، ليس هذا رأيي، بل آراء الجـزائريين بشـهـادة الصـحـافـة هناك، وخرجنا من التـجربة راضين كمـا كانوا هم ايضا مـرضيين، زودتنا قوة الى قـوتنا وشعرنا بأننا كنا مـتعطشين لمثل هذا اللقاء لشعب عربي، يتواجد مثـله الكثير متفرقين بين قارتي آسيا وافريقيا ثم منتـشرين في كل انحاء العالم، فلم لا نلتقي بين الحين واںخر، في تبـادل ثقافي محسوب الزمـن يتحقق بموعد معلوم.

عفوا اذا اسهبت في الهوامش، انها حقا احساسات تترجم الى كلمـات يمكن ألا تنتـهي ولكن لابـد ان نتطرق الى وسط الدائرة، فقـد التقينا بالعـديد من نجوم الصحافـة التي قامت بدور التـعارف بين الشـعبين الكويتي والجـزائري وتحليل دور الثقافـة بصفة عامة والمسرح على وجـه الخصوص في دولة الكويت، فهـذه تجربة يمكن ان تنتقل الى الغـير ونحن قد قطعنا فيها شوطا لا بأس به، اكد ذلك العرض الذي قدمته الفرقة المسـرحية الكويتية «الاسم امرأة» للكاتب فـهد الفلاح واخـراج عبـدالعزيز صـقر والتي تتـعرض لقـضيـة المرأة وتهـميـشها مـنذ ولادتها وحـتى النهاية، وبعض النـماذج المتـعارف عليـها حـيث ابدع كل من شارك في هذا العـرض، ورغم ان المرأة العربية حصلت على الكثير من حقها المسلوب إلا انه مازال هناك الكثـير منها مرهونا لدى الغـير، والمسرح واجـهة الحـضارة ومـرآة الشـعوب لكـي ترى من خلالهـا مسـيرتها دون تذويق حـتى تقف على حقيـقة لم تكن تصل اليهـا بسهولة إلا من خـلال تلك الرؤية، وهذا المفهـوم وافقنا عليه الاخوة الجزائريون فنحن جـميعا ابناء الوطن العربي نحمـل هموما مـشتـركة في الاسـاس حتى لو اخـتلفت في التفاصيـل فهي تبقى مشكلة تنتظر حلا، والثقـافة والمسرح وغيره من وسائل الاعلام قادرة على تحقيق ذلك.

تفاصيل الخبر في ملف ( pdf )

التعليق

x

إقرأ أيضا