الكاتبة ليلى صالح تتوسط الفنانة القديرة حياة الفهد ود.نرمين الحوطي أثناء الندوة
خالد السويدان
أقيمت في رابطة الأدباء ضمن الموسم الثقافي محاضرة بعنوان «المرأة والمسرح في الكويت» حاضر فيها كل من: الفنانة القديرة حياة الفهد، د.نرمين الحوطي، وأدارت الندوة الكاتبة ليلى محمد صالح، حيث بدأت الندوة بالترحيب بالحضور وسرد سيرة مختصرة عن حياة الفنانة القديرة حياة الفهد ومسيرتها الفنية المليئة بالإبداعات سواء في الأدب او الكتابة او المسرح او الدراما، واعتبرت الكاتبة ليلى محمد صالح ان مسيرة حياة الفهد نبراس للمرأة في المسرح الكويتي.
بدأت د.نرمين الحوطي في الحديث عن القديرة حياة الفهد ومسيرتها الفنية المرتبطة بالمسرح حيث اعتبرتها من الرائدات الاوليات للنساء الكويتيات بعد مريم الصالح والمرحومة مريم الغضبان اللتين عانقتا المسرح رغم كل الظروف الصعبة والاجواء التي كانت موجودة بالسابق.
واضافت الحوطي ان هذه المناسبة وهذه الأمسية ارتباط للأجيال، وأوضحت ان السؤال الذي يتردد على ألسنة جميع المهتمين بامور المسرح هو: ما المشكلة الحقيقية والقضايا الواقعية للمرأة في المسرح الكويتي تحديدا واين المسرح حاليا من هذه الأمور؟ حيث اشارت الى الازدهار الذي شهدته الكويت منذ زمن الشيخ عبدالله السالم 1965، ومدى حبه وتشجيعه للمرأة سواء من الناحية الأدبية او الثقافية او الإعلامية، ثم تحدثت الفنانة القديرة حياة الفهد وألقت الضوء على مجموعة المفاهيم التي نعيشها في وقتنا الحالي والتي للأسف أدت الى انهيار المسرح في هذا الوقت، خاصة الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في هذا الموضوع حيث اشارت الى ان هناك اختلاف كبيرا بين الجيلين، بين المسرح في السابق والمسرح الآن والاسباب كثيرة لكن من اهمها كثرة الرخص التجارية واللجوء للمادة اصبح اقوى من الهدف السامي والرسالة الجميلة التي يقدمها المسرح.
بالاضافة الى ان كثيرا من الحكومات في هذا الوقت تخاف من المسرح ومن الفنان لأنه يستطيع ان يتحدث باسم الشعب ونلاحظ ان المسرح في السابق كان يتنبأ بكثير من الامور وذلك نتيجة لقوة النصوص ومعالجتها بطريقة درامية صحيحة ومثال على ذلك مسرحية «بني صامت» مع القدير عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، حيث تحدثت عن نكبة سوق المناخ قبل حصولها وبالفعل حصلت هذه النكبة وانهار سوق المناخ ومن هنا نرى ان المسرح يجسد شريحة كبيرة من المجتمع بكل تفاصيل حياتها.
واشارت ام سوزان الى دور الرقابة في السابق وكيف كانت شديدة ولكن الشدة تكون في مصلحة الوطن ومدى المواضيع وتأثيرها بطريقة سلمية وصحية على المجتمع الكويتي اما الآن وللأسف فان الرقابة بدأت تنظر الى الكلمات ومكياج وملابس الممثلين اكثر من الهدف الرئيسي وهو النص.
كما اوضحت القديرة حياة الفهد الدور الرئيسي الذي كانت تقوم به المسارح الاهلية بالسابق اما الآن فاقتصر نشاطها للأسف على المشاركة في المهرجانات فقط، ويجب اعطاء الشباب فرصة للمشاركة في كل الانشطة، ايضا هناك ملاحظة فقدناها في هذه الايام وهي مدى تأثر الجمهور بالمشكلة المطروحة في العرض المسرحي ومناقشتها بعد الخروج من المسرحية، اما الآن وللأسف فنجد ان بعض الجمهور يخرج وهدفه الوحيد الضحكة فقط، ونلاحظ في السابق ان الضحكة والصمت جماعي.
ثم بدأت د.نرمين الحوطي في التحدث عن دور الرقابة الآن فقالت انه لا يوجد فيها معيار، ولا يوجد مسرح مجهز بالكامل يجعل الممثل والناقد والكاتب يقدمون عملا متكاملا فيه صورة جميلة ورسالة واضحة.
وأضافت الحوطي ان الإفيهات المسرحية حاليا للأسف لا نجدها في قلب الموضوع او تخدمة بشكل جميل، بعكس ما كان في السابق لأن المسرح في هذا الوقت بالذات انا اعتبره رسالة اعلامية واضحة تكون للحكومة وللشعب بطريقة حضارية وراقية.
واشارت الحوطي الى ان الدعم الموجه من قبل الصحافة يجعل للمسرح هيبته ويجعله في رقي دائم وانا من هذا المنطلق اوجه دعوة بأن يكون لدينا مسرح قومي يشرف الكويت في جميع المحافل الدولية ويكون مؤسسوه من رواد الممثلين في الدولة امثال القديرة حياة الفهد ويكون هناك تواصل بين جيل الرواد والشباب.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )