نرمين الحوطي
تتضافر جهود التعاون الثقافي بين الكويت وروسيا الاتحادية معبرة عن ذلك بتظاهرة ثقافية تمثلت في استضافة متحف الكرملين للمعرض العالمي المتنقل «ذخيرة الدنيا فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الإسلامي»، وهو من مجموعة دار الآثار الاسلامية وقد تم افتتاح المعرض 20 فبراير الماضي بقاعة «ايفان العظيم»، احدى القاعات الكبيرة في مجمع متاحف الكرملين المتنوعة، وتستمر أنشطته حتى 20 مايو المقبل، ليحط رحاله في متحف الارميتاج بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية مطلع اغسطس المقبل.
وقد افتتح «ذخيرة الدنيا» في الكرملين الروسي برعاية سامية من صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، ومثّله في حفل الافتتاح وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد، وبحضور المشرف العام على «دار الآثار الاسلامية» الشيخة حصة الصباح، وسفيرنا لدى جمهورية روسيا الاتحادية ناصر المزين، ومن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ممثلا عن الرئيس الروسي، ووزير الثقافة، ووزير الاعلام والاتصالات، ومديرة متحف الكرملين ايلينا غاغارينا، ومجموعة كبيرة من اصدقاء الدار.
التعاون الثقافي الروسي
ويكشف معرض «ذخيرة الدنيا» تدعيما لأواصر التعاون الثقافي الروسي، وتجديدا للصلة الحضارية لفترة زاخرة بالابتكار والتراث، خصوصا في فنون صناعة التحف النفيسة، وهذا التعاون الثقافي صاغه الموقف الروسي تجاه تحف الدار في العام 1990 عندما وقف الشعب الروسي مع الحق الكويتي، ولاتزال الكويت تستذكر هذا الدور التاريخي المهم، كما عبرت عنه الشيخة حصة الصباح في حفل الافتتاح، وفي المؤتمر الصحافي الذي سبق اعلان افتتاح المعرض، كما عبر عنه ايضا وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد في كلمته امام الحضور الروسي الثقافي السياسي في حفل الافتتاح.
وعقدت دار الآثار الاسلامية في متحف الكرملين مؤتمرا صحافيا قبيل افتتاح معرض «ذخيرة الدنيا، فنون المصوغات الهندية في العصر المغولي الاسلامي» بحضور 17 قناة فضائية قامت بتغطية الحدث الكبير في روسيا، هذا فضلا عن تواجد أكثر من عشر صحف يومية وأسبوعية لايضاح اهداف المعرض للجمهور الروسي والضيوف الكرام.
وقد تحدثت الشيخة حصة الصباح، ومديرة متحف الكرملين ايلينا غاغارينا، والسفير ناصر المزين ومن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية ممثلا عن الرئيس الروسي، ووزير الثقافة، والنائب الأول لبنك (وس) أبدين أدروف.
آفاق الحوار
واستهلت الشيخة حصة الصباح حديثها بتحية الحضور، والغرض من هذا الاحتفال الكبير وهو نقل المعرفة وفتح آفاق الحوار حول هذه الفنون والبحوث المتعلقة بها.
واضافت: ان هذا المعرض هو مرآة للتوافق بين الشعوب واحتفاء بالفنان القابع في احدى زوايا الزمن ليقدم لنا جميعا هذا الابداع وهذه الفنون التي تتسم بالروعة والابهار، فهو بالطبع صاحب الفضل في نقل هذه المعرفة، ويتعين علينا ان نجل هؤلاء الفنانين المبدعين، ونقدرهم حق قدرهم لما قدموه من الابداعات التي سطرها تاريخ الحضارة الاسلامية.
وتحدثت الشيخة حصة عن اهمية المعرض الذي يقدم روائع فنون الهند المغولية، في مد جسور الصداقة بين روسيا العظيمة والهند المبدعة والكويت الصاعدة التي احتضنت هذه الابداعات.
إبداع الفكر الروسي
وعن ابداع الفكر الروسي قالت: «بلادكم العظيمة انتجت الحضارة.
فمن منا لم يقرأ لتولستوي وبوشكين ودستوفسكي وغوغول وغيرهم من عظماء الفكر والأدب؟ ومن لم يطلع على الدراسات الأكاديمية التي قدمها للعالم مبدعون من بلادكم؟ ولا ننسى آخر الكبار صديق الكويت العلامة غريغوري بندرايفسكي الذي ألف كتابه العظيم عن تاريخ الكويت».
ومن جانبه أثنى سفيرنا ناصر المزين في حديثه عن العلاقات الروسية ـ الكويتية ووصفها بأنها علاقات وطيدة وخاصة، ولاسيما في مجال التبادل الثقافي الذي بدأ يكتسب أهمية خاصة.
واضاف: ان اقامة معرض «ذخيرة الدنيا»: فنون العصر المغولي»، حدث يحمل دلالات عميقة لما تعنيه عمق العلاقات بين البلدين في المجال الثقافي، فهو حدث حظي بدعم صاحب السمو الأمير ووجود وزير الإعلام لافتتاح المعرض ممثلا عن سموه يعكس أهمية هذا المعرض.
ومن جانبها، تحدثت مديرة متحف الكرملين غاغارينا عن اهمية اقامة هذا المعرض، وانه حدث مهم يعكس النشاط الثقافي الكويتي، كما انه يساهم في اثراء الحياة الثقافية في الكرملين.
فهذا المعرض يحتضن مجموعة نادرة وفريدة من التراث الفني الهندي العظيم لم نصادف أجمل منها، لذلك تحمسنا لعرضها في الكرملين، ولمسنا تجاوبا كبيرا من دار الآثار الاسلامية ممثلة في الشيخة حصة الصباح.
تعاون بين الكرملين ودار الآثار
واشارت غاغارينا الى اهمية التعاون بين الكرملين ودار الآثار التي تضم مجموعة من الخبراء والمتخصصين الذين تدربوا على اقامة العرض، وقدموا خلاصة تجاربهم القيمة.
كما تأتي أهمية هذا المعرض انه حلقة في سلسلة المعارض التي يقيمها الكرملين تحت شعار (ذخيرة الدنيا).
اما النائب الأول لرئيس بنك (روس) أبدين أدورف، فقد تحدث بدوره عن الاحتفال قائلا: «نحتفل بافتتاح معرض (ذخيرة الدنيا: فن صياغة المشغولات الهندية)، وهي مجموعة نادرة من حيث القيمة والتاريخ تعود لحقبة تقع ما بين القرنين 15 و18م.
وايمانا منا بأهمية هذه المجموعة قدمنا الدعم الكامل لهذا المشروع بالتعاون مع الجانب الكويتي».
واضاف قائلا: «ان التفرد الذي تتمتع به هذه المجموعة هو نقل ملكيتها الى رعاية الدولة، ليتمتع بمشاهدتها اكبر عدد من الجمهور، ويعود الفضل في ذلك الى صاحب المجموعة الشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخة حصة الصباح».