ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الاسلامية، القى د.ورنر دوم السفير الالماني السابق في الكويت محاضرة بالانجليزية تحت عنوان «الحرب والتجارة خلال الحروب الصليبية»، قدمت المحاضرة بمركز الميدان الثقافي مقر منطقة حولي التعليمية وقدمها وادار حولها النقاش رئيس اللجنة التأسيسية لاصدقاء الدار بدر البعيجان.
وتناول د.دوم تفاصيل الاحداث التاريخية التي تبلورت في هذه المرحلة، موضحا انه كان من اهم عوامل نشأة هذا العالم البحري الجديد هو صعود نجم الايوبيين، ففي عام 1171م قضى السلطان صلاح الدين على حكم الفاطميين الشيعي في مصر ثم ارسل اخاه توران شاه في السنة اللاحقة الى النوبة والسودان، وفي عام 1173 تم له الاستيلاء على مكة واليمن، هكذا تمكن صلاح الدين من السيطرة على شاطئ البحر الاحمر وامتد نظره جنوبا، وساعد على ذلك توغل المغول في آسيا وغزوهم لبغداد.
وتابع: في ذلك الوقت كانت هناك دولتان ومسلكان في الطريق من اوروبا الى الصين، احدهما بحري يمر بالقاهرة وعدن والهند (كما استخدمه ابن بطوطة) والآخر هو الطريق البري الذي استخدمه ماركوبولو بعد الفتح الايوبي لليمن وكان بمنزلة نقطة تحول في تاريخ اليمن، فقد اصبح لها نظام حديث في الادارة، ونظام لجباية الضرائب، مما زاد من اهميتها كمركز تجاري عالمي، وسار حكام دولة الرسوليين على النهج نفسه بعد وصولهم للحكم في 1228.
وفي الجزء الثاني من محاضرة د.دوم، تحدث عن مخطوطة جديدة قائلا انه منذ سنوات تم اكتشاف مخطوطة دونت بها احصائيات الرسوم الجمركية في عدن خلال القرن الـ 13، ويمكننا بذلك اعادة بناء الصورة عن التجارة في المحيط الهندي في ذلك العصر، وتعد هذه المخطوطة اول وثيقة اقتصادية مفصلة من العصور الوسطى الاسلامية، كانت البضائع تنقل بحرا من القاهرة عبر اليمن الى الهند والصين، وكان معظمها من المنسوجات والسلع الفاخرة، لكن كان يصدر الى القاهرة الزجاج والبورسلين الفاخر من الصين والقطن الهندي والوان الصباغة، اما اهم البضائع فكانت الخشب والمعادن والجياد.
واختتم د.ورنر دوم محاضرته متناولا الصلات التجارية بين العرب والغرب في هذه المرحلة، وكيف كان اعتماد العالم العربي على اوروبا يتمثل في ثلاث سلع رئيسية وهي الخشب والحديد والصلب اثناء الحروب الصليبية وكثيرا ما فرض الحظر على الصادرات الى الوطن العربي، وكانت الاراضي الواقعة على شاطئ المحيط الهندي هي مصدر تلك السلع للحكام المسلمين في مصر وسورية.