بالتعاون بين السفارة الفرنسية ودار الآثار الإسلامية، افتتح السفير الفرنسي لدى الكويت ورئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار بدر البعيجان المعرض الفرنسي بمبنى مستشفى الإرسالية الأميركية بمقر دار الآثار الإسلامية بحضور مدير إدارة البرامج الإعلامية والعلاقات العامة في الدار عبدالرحمن العجمي.
ويحكي المعرض قصة الماء في الكويت وكيف بدأت في نهاية القرن السابع عشر عندما بنى الشيخ براك الخالد قصرا صغيرا (كوت) في الخليج، وفي القرن الثامن عشر وصل العتوب، وتم اختيار عائلة الصباح لتبدأ الحكم عام 1752، وعام 1831 روى جي أش ستوكس أن عام 1841 كان الماء بعيدا من أن يكون عذبا، وكتب القبطان أس هنتل أن المنطقة عبارة عن صحراء رمل وملح من دون أي شجرة أو دغل وذلك على أقصى مد البصر ما عدا شجيرات تدل على وجود آبار، أما فيما يخص طعم ونوعية الماء فإنني مقتنع بأن البنية الجسدية للأوروبيين لن تستطيع تحملها.
في بداية القرن الـ 20 كان هناك العديد من الآبار في كل المنطقة تغطي احتياجات السكان من الماء، وهي آبار قليلة العمق تستمد من الطبقة الجوفية التي تختزن مياه الأمطار غير المنتظمة والقليلة غالبا، وهي تقريبا جافة في فصل الصيف، وتتواجد الآبار في المناطق السكنية قرب الساحل حيث تكون المياه الباطنية قريبا نوعا ما من ماء البحر التي تختلط بالماء العذب الذي يصبح أجاجا، باستثناء القليل من آبار المياه العذبة في أبي دوارة (حي بالشرق) التي تمتلئ بمياه الأمطار المتجمعة.
وفي عام 1905 تم اكتشاف خارج أسوار المدينة في منطقة حولي أول خزان مياه عذب بمعدل ملحوظ.
وتشتهر الشامية بآبارها حيث تم إحصاء 600 بئر في عام 1933 وهي عميقة بحوالي عشرة أمتار، تحمل الآبار أسماء العائلات التي حفرتها (من 10 إلى 15 عائلة مالكة)، وكان الماء ينقل في قرب على ظهر الحمير أو الجمال ويتم بيعه في سوق الماء، وقد اشترت الحكومة كل هذه الآبار من مالكيها عام 1951 بعد فتح أول محطة تقطير مياه البحر.
ثم جاءت الرحلات إلى شط العرب لجلب الماء، ويقول عنها عبدالحميد صالح فراس: إن مركب الماء (بوم الماي) مركب ذو ساريتين متوسط الحجم وهو ضعيف مسحوب الماء يسمح بالاقتراب أكثر من الشاطئ لتفريغ الماء، إن مركب ذو سطح يسمح بوضع 8 أو 10 خزانات من الخشب قدرتها أربع 4 أو 5 آلاف غالون وطاقم القيادة مكون من نوخذة ومساعد وعشرة بحارة