أكدت د.انجيليكي كوتاريدي ان كشف الحفائر في ايجه أسفر عن كنوز عظيمة وروائع فنية ودروع فخمة إلى جانب مجوهرات فضية وذهبية، مشيرة إلى أن كثيرين يعتبرون ذلك أهم اكتشاف في القرن العشرين نظرا لما يضمه من كنوز، كما كان لتلك الاكتشافات صدى كبير في العالم الهلنستي، مؤكدة أن عملهم في فيلكا كان خاليا من الأخطاء، وأن ما كشف من آثار يونانية مهمة في فيلكا يؤكد دلالات التواصل الحضاري بين الشرق والغرب.
جاء ذلك ضمن الموسم الثقافي لـ «دار الآثار الإسلامية» حيث ألقت د.انجيليكي كوتاريدي محاضرة باللغة الإنجليزية تحت عنوان «الكنوز الملكية في ايجه أول مدن مقدونيا».
استهلت د.كوتاريدي محاضرتها مستعينة بالعرض الكمبيوتري متناولة أصول الحضارة اليونانية ووضعها الجغرافي وأثر ذلك على مكوناتها الثقافية والحضارية وأبعاد إبداع آدابها وفنونها وما تمت معرفته ونشره ومناقشته حول منجزات هذه الحضارة.
وانتقلت في سبيل شرح أبعاد هذه الحضارة إلى آخر الكشوف الاثرية المهمة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وهو كشف قبر كل من فيليب الثاني والد الاسكندر، وقبر الكسندر الرابع، وكان موقعهما في ايجه وهي من أهم المواقع الأثرية في شمال اليونان، واعتبر الكثيرون ذلك أهم اكتشاف في القرن العشرين نظرا لما يضمه من كنوز.
وتناولت د.كوتاريدي في الجزء الثاني من محاضرتها تفصيل كيفية كشف الحفائر في ايجه عن كنوز عظيمة وروائع فنية ودروع فخمة إلى جانب مجوهرات فضية وذهبية وأرائك وأوان لتقديم القرابين، كما اكتشف الأثريون ذلك المسرح الذي اغتيل فيه فيليب الثاني ونودي بالاسكندر خلفا له في 336 ق.م.
وأجملت د.كوتاريدي النتائج المهمة لهذه الكشوف، موضحة أن كل ما تقدم بالإضافة إلى المكتشفات الجديدة في القصر الملكي لفيليب الثاني منذ أن بدأت محاولات الترميم في 2007 تقدم دليلا على ما ساهم في تشكيل العهد المقبل من أفكار وطرز وتطورات مهمة.
وأنهت حديثها بتناول مع تركيز وتوضيح كيف كان لتلك الاكتشافات صدى كبير في العالم الهلنستي بما في ذلك مواقع مثل «ايكاروس» فيلكا والتي كانت ضمن حدود ذلك العالم القديم.
لقد كانت جهودنا في فيلكا خالية من الأخطاء تقريبا بل ومثمرة تماما، ولعل أول نتائج هذه الجهود الطيبة خطوة كانت لها دلالات بالنسبة لنا: ألا وهي ترميم الكتابات المشهورة باسم إيكاروس والتي تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب الأخيرة.
فقد تم تنظيف العشرات من القطع الكبيرة والصغيرة وأعيد ترميمها وتجميعها، كما تمت إعادة الجوانب الجمالية للصخور ووضعت في مكانها بعد أكثر من 2000 عام، وتنتظر الآن خروجها للجمهور في المعرض المقبل.
وبالمثل، تم تثبيت وترميم دعامات المعبد بالإضافة إلى عشرات القطع الأخرى التي اكتشفت خلال عمليات الحفر.
واضافت: لقد تركز نشاطنا الرئيسي في فيلكا على البحث عن الجزء الغربي والجنوبي الغربي من الحصن الهيليسنكي، ومن خلال الحفر الحذر والدقيق وإعداد وثائق مفصلة عن العملية حاولنا الوقوف على نوع الحياة في ذلك الحصن (القلعة)، والتي تبين أنها أكثر تعقيدا وتفصيلا وأطول عمرا مما كان معتقدا حتى الآن.
بعد انتهاء محاضرة د.انجيليكي كوتاريدي طرحت التساؤلات والتعليقات لتناقش عدة قضايا حول التواصل الحضاري بين الشرق والغرب ودلالات ما كشف من آثار يونانية مهمة في جزيرة فيلكا وآخر الكشوف الحالية وما صدر منها من بحوث وابعاد ذلك حول مسيرة الإسكندر من بلاد اليونان إلى الشرق البعيد.
قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش عضو اللجنة التأسيسية لأصدقاء «الدار» أحمد خاجه، حيث قال إن د.انجيليكي كوتاريدي ترأس قسم المتاحف بوزارة الثقافة اليونانية وتعمل أمينة للموقع الثري والمتحف الخاص بمنطقة ايجه.
PDF