بقلم : نرمين الحوطي
بعيدا عن الكتب النفسية والمصطلحات الخاصة بفنية المخاطبة والمحاورة وسبل الحديث وفنونه تبقى كلمة «السلام عليكم» التي تبنى عليها جميع ما ذكرناه.
فاختيار الكلمات في الحديث والمحاورة هو أساس لجميع ما ذكرناه في السابق، ولكن عندما تبدأ حوارك بكلمة «السلام عليكم» تمنح لحديثك الموجه للآخر سمة الحب وتعطي لنبرة الصوت وتعبيرات الوجه والجسد صفة السلام والطمأنينة له، فتلك العبارة بحروفها البسيطة التي تجمع «السلام عليكم» في بداية الحديث مع الآخر تشكل مبعثا على الراحة والطمأنينة بين الناس على اختلاف توجهاتهم.
على سبيل المثال لا للحصر: عندما تشتاق لشخص لم تره منذ أسبوع قد يكون أخا أو صديقا أو من محيطك، وتقوم بمراسلته للسؤال عنه لابد عليك ببداية الحديث أن تلقي «السلام»، فالسلام عليكم عبارة تغرس في كلماتك وجملك الآتية خلال المحاورة الطمأنينة والهدوء والمحبة، وأيضا تعطي للمخاطب له السلام في حروفك المرسلة إليه، فتبدأ رسم الحديث بالسلام والمحبة وتصل لما تصبو إليه وهو الاشتياق له والسؤال عنه، فيصبح الحديث بما يحتويه من عبارات المحبة شيقا، وتبتعد الجمل عن العتاب والتقصير وذلك هو فن الحديث، وتلك هي تأثير كلمة «السلام عليكم» عندما تكون على الدوم بداية لحديثك وبداية ليومك وعلاقاتك مع الآخرين.
عندما أوصانا رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أهل بيته الكرام، بالسلام في بداية حديثنا وإلقاء السلام عند دخول المجالس كان يريد الحبيب المصطفى أن يهذب من حواراتنا ويطمئن النفوس باسم من أسماء الله عز وجل وهو السلام.
مسك الختام: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/10/13-10-2024/07.pdf