د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

إعمال العقل والحقائق حولنا!

بقلم : نرمين الحوطي

قد يكون «الغباء» أو التغابي في بعض الأوقات نعمة من الله عز وجل، ولكن يصعب على الإنسان أن يتعايش معه! وتلك هي المعضلة؟ فكيف لإنسان أن يتعايش في محيط تتسم أغلبيته بصفة الغباء أو الخداع!

وعلى سبيل المثال لا للحصر عندما يقوم فرد ما بتأليف قصة لا تمت للواقع بصلة وتحمل حيثياتها الكثير والعديد من الأكاذيب ويقوم بإقناع الكثيرين في محيطه بأنها من الواقع والحقيقة، هنا نقول لهؤلاء البعض: أين عقولكم؟ للأسف أصبحت المصلحة الشخصية تطغى على العقل والتفكير المنطقي! وأصبحت سمة الغباء متجسدة على البعض لإرضاء الآخرين من أجل المصلحة الشخصية متناسين المصلحة العامة، ومن ثم تبدأ سمة الغباء تتفشي في مجتمعاتنا والنتيجة بأن الأكذوبة تتحول لتصبح حقيقة.

فما الحل للحد من تفشي الغباء في مجتمعاتنا؟ ربما يكون ذلك من خلال القراءة والتفكير، فعندما يقرأ الإنسان ويلم بالكثير من علوم الدنيا ويتأمل سطور ما يقرأه يصعب على الغباء أن يتغلغل إلى أعماق فكره، بل يصعب عليه أن يصدق كل ما يقال له أو يعرض أمامه من أكاذيب لأنه تسلح بالعلم والمعلومة، فالقراءة بتمعن والبحث في الكتب للوصول للمعلومة والأخذ بما هو صحيح هي أفضل طريقة ليتسلح الإنسان ضد «الأكذوبة» وتصديقها، بل عندما يقوم الإنسان بتوسيع دائرة معرفته ستتكون لديه صورة كاملة للحقيقة تنمي ذاته نحو الصالح العام، فمن يرى الحقيقة يرى العالم، ومن تتوسع آفاق رؤاه يبتعد عن كل ما هو شخصي ويصبح هدفه المصلحة العامة، وهذا هو العقل وتلك هي الأدوات التي تقضي بها على الغباء.

مسك الختام: يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون)، (البقرة: 164).

فما أروع أن نتفكر في خلق الله ونعمل عقولنا بكل ما هو جميل وحقيقي من حولنا!.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/10/16-10-2024/09.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا