بقلم : نرمين الحوطي
(اقرأ باسم ربك الذي خلق)، هذه فلسفة جامعة شاملة في قضية القراءة وأهميتها، فالله عز وجل بدأ أولى آيات القرآن الكريم التي أنزلت على رسولنا المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم، بالقراءة، وبدأها باسم الجلالة، ذلك هو سلاحنا «القراءة» التي أمرنا بها الله عز وجل لبناء أمتنا الإسلامية على أسس حضارية وثقافية من خلال العلم والقراءة، وتأكيدا على أمر الله، يقول الحبيب المصطفى في حديثه «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
تلك من أسس عقيدتنا «القراءة والعلم»، لذلك كانت حضارتنا منذ مئات السنين متألقة، فكان العلماء العرب والمسلمون من الأوائل في مجالات العلم المختلفة، وكانت لهم مساهماتهم في بناء الحضارات، فمن العالم العربي ومن الحضارة الإسلامية استمد العالم الأوروبي العلم والثقافة والفنون، ولكن أين نحن الآن؟ محلك سر! واقفين ننظر إلى العالم، ونقول «كنا وكان أجدادنا» إلى أن أصبح يطلق علينا في العالم الثالث! والسؤال: ما الفرق بين العالم الثالث والعالم المتقدم؟
بعيداً عن السياسة، لأنني لست ضليعة في علومها، ولكن كلماتي تنبع حروفها من اجتهاد وفق قراءتي بأن الفرق ينحصر بين كلمتين «العلم والثقافة»، فكم المعرفة المتطور في كل الميادين، والمعرفة كما بدأت مقالي بكلمات الله عز وجل تتمحور حول «القراءة» اللامحدودة، والوصول إليها ليس سهلا، بل يحتاج إلى إعداد تربوي مركز يبدأ من مرحلة الطفولة ليستمر ولا يتوقف إلى نهاية المرحلة الجامعية.
ومن هنا يبدأ الحل مع «القراءة» منذ الصغر، وغرس حب القراءة في نفوس وقلوب أطفالنا، ليس فقط في ميادين العلوم الدراسية، بل يجب أن نعطي لهم ولو ساعة واحدة في اليوم الدراسي في جميع المراحل الدراسية كساعة مكتبية للقراءة فقط، نعلم من خلالها ونركز على الطفل أن يتعود على القراءة ويقتنع بها لنجعله يصل إلى درجة الحب والعشق لما يقرأه ليستفيد من المعلومات المقروءة، فهل حان الوقت لأن نبدأ بتخطيط سليم لبناء جيل يعشق القراءة.
مسك الختام: في إحدى الندوات العلمية والثقافية كانت تناقش «ثقافة الكتاب»، ومن أجمل الاقتراحات التي سمعتها في تلك الندوة كان اقتراحا من الأستاذة والأديبة جميلة السيد علي هو: عمل مسابقات للقراءة كحافز لطلبتنا.
نعم، أصبحنا نحتاج إلى حلول لغرس القراءة عند أبنائنا منذ الصغر لضمان مستقبل أفضل لجيل أكثر جمالا وعطاء.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/11/06-11-2024/08.pdf