د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

التربية العسكرية

بقلم : نرمين الحوطي 

نبدأ حروف مقالتنا بسؤال: لماذا أُلغي تدريس التربية العسكرية في المدارس؟ مع الاستفهام حول احتياج مجتمعنا لإعادة الخدمة العسكرية أو التربية العسكرية، كما كان يُطلق عليها حتى منتصف الثمانينيات. لماذا لا ترجع التربية العسكرية في مدارسنا الثانوية؟

لقد كانت «التربية العسكرية» تعطي تدريبا كاملا للشباب وأيضا للفتيات مع الفارق بنوعية المنهجية المعطاة للجنسين، فالفتيات كانت تُدرس لهن أساليب التمريض والدفاع عن النفس بالسلاح الأبيض، أما الشباب فكان المنهج عندهم يقوم على التربية العسكرية بأكملها، فهذا المنهج كان يغرس في شبابنا وبناتنا تقوية حب الوطن وأهمية الإخلاص له والذود عنه، وتهيئتهم للاعتماد على النفس، بل نجد أنها كانت تدخل في المجموع النهائي للثانوية العامة، مما يجعل الطالب يهتم بها ويقبل عليها ويجد نفسه مجبرا على التفوق فيها.

«التربية العسكرية» كانت منهجا متكاملا يدرس على النحو التالي: بالنسبة للشباب كانت تقدم لهم عن طريق التدريبات العسكرية، كما ذكرنا في السابق، فكانت تلك التدريبات تتضمن كيفية حمل السلاح والاعتماد على النفس والضبط والالتزام، وكانت تدرس بعد انتهاء الدوام الدراسي للسنتين الثالثة والرابعة الثانوية.

أما بالنسبة للفتيات، فكانت تنحصر في تدريبات المساعدات الطبية مع التدريب على السلاح الأبيض مع تنمية حب الوطن والالتزام والدفاع عنه، وأيضا كانت تدرس بعد انتهاء الدوام الدراسي للسنتين الثالثة والرابعة من الثانوية.

ونتساءل: لماذا استبعدت هذه المادة؟ بالرغم من احتياج شبابنا لها! مع العلم أن شبابنا عندما ندربهم على حماية الوطن، فنحن لا نقصد أنه لابد علينا من الدخول في حروب، بل نحن نعلمهم أصول وقواعد حماية الوطن، بل ونجعلهم يعتمدون على أنفسهم وكيفية احترام الذات والانتظام في كل شيء، بل الأهم من ذلك في هذه العملية هو عدم التفرقة بين الجنسين، فالكل يخضع للقانون والكل ملزم بخدمة الوطن دون تفرقة، والكل يسعى ويجتهد من أجل كلمة واحدة الوطن «الكويت» والحفاظ عليها وحمايتها.

وهذا ما نحتاجه الآن، خاصة في بعض مدارسنا التي باتت تفتقد أهم شيء وهو «الهوية الوطنية»، وحان الوقت لأن نسترجع مادة «التربية العسكرية» وتطويرها وفق ما يلائم الوقت والزمن، فالتربية العسكرية تعد أحد مقومات إعادة تكوين شباب المستقبل لتحمل المسؤولية والشعور بالالتزام نحو وطنهم «الكويت».

مسك الختام: الله.. الوطن.. الأمير.. وحفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه.

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/11/11-11-2024/08.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا