بقلم : نرمين الحوطي

لكل شعب من شعوب العالم حضارته، ومن أهم سمات الحضارات الفن الذي يعد أقوى مظاهر الحياة بروزا وأشدها حساسية، فهو تعبير عنها وتصوير لحوادثها وتطوراتها في جميع ما يتصل بالنفس البشرية، من عواطفها وميولها، وبالمجتمع في شدته ورخائه، وبالأمة في سلمها وحربها وفي جميع أحوالها.

الفن هو الصوت الذي تعبر به الإنسانية في نزعاتها الشعورية واللاشعورية واعتقاداتها الإيجابية، بل هو المظهر الذي يتمثل في دقة المدنيات المختلفة وبين حالات الإنسان النفسية المتتابعة، والموسيقى تعد جزءا من أهم أجزاء الفن، فهي ضرورة من ضروريات الحياة، يلجأ إليها الإنسان قسرا دون تعمد، فيجد فيها واحة وارفة الظلال تقيه لفحة الرمضاء وتطفئ ظمأه بأعذب ورد وأشهى سلسبيل، فالموسيقى في كل عصر مرآته التي لا تكذب في الدلالة عليه، تنجلي فيها حضارة هذا الشعب ومدى ما وصل إليه من رقي وعزة وازدهار.

فمنذ بداية الحضارات نجد أن الموسيقي جزء لا يتجزأ منها، فها هو أفلاطون رائد الفلسفة جعل الموسيقى إحدى قواعد جمهوريته، والقدماء المصريون جعلوا الموسيقى جزءا لا يتجزأ من حضاراتهم الفرعونية وأتت بعدها حضارة العصور الوسطى إلى أن وصلنا إلى الشرق وظهور المقامات، تاريخ وحضارات وأزمنة لعبت الموسيقى وآلاتها ونغماتها ومقاماتها لترسيخ تلك الحضارات لتحاكي المستقبل والحاضر بموسيقاهم حضارة شعوبهم.

مسك الختام: كل الشكر لجميع المسؤولين والقائمين والمنظمين على جميع الفعاليات التي عاشتها عروس الخليج هذا الشهر من فعاليات موسيقية لعديد من الحضارات والمجتمعات سواء عربية أو غربية.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/11/20-11-2024/08.pdf