بقلم : نرمين الحوطي
«اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، السلام كلمة لها مدلولها الواسع إذا ما استعملت وانتشرت في أي موقف كان، وهي الكلمة التي يتولد منها الأمن من الآخرين في مواجهة المجهول، ونقيضها الحرب وهي كلمة ممقوتة في كل الظروف فنتيجتها المنطقية الدمار والخراب والموت والفقر والمرض.. إلخ.
وإذا كانت هذه المسميات الناتجة من الحرب بهذا القدر من الفظاعة والبشاعة فإن السلام هو المقابل في هذه الحالة والنقيض لهذه الآثار السلبية، فالسلام لفظا له معناه الواسع الذي يسع البشر في جميع أنحاء العالم، فسلام الوطن والأوطان العربية والعالمية أي السلام العالمي، السلام العادل، الذي يشعر به الفرد والجموع، لهو الحياة التي أرادها الله للإنسان في كل مكان وهو الأمل في المستقبل القريب والبعيد لكي يحقق فيه البشر طموحاتهم دون خوف من المجهول أو دون عائق يحول دون اكتمال الحلم الذي يعد جنين الحياة لكي تتواصل الأجيال في تقدم مزدهر مستمر.
لقد صنع السلام معجزة الأمن والاستقرار التي لم تتمكن الحروب من أن تتصل إليها، الحروب التي بدأت وانتهت لتبدأ من جديد ولكي تستمر لسنوات وهي تحصد وتحرق الأخضر واليابس وتستنزف ثروات وترهق ميزانيات السنين في صورة أسلحة تصهر الإنسان، وفي المقابل فإن تلك الأسلحة تتوافر لكي يفتك بها الإنسان أخيه الإنسان في نزاع وصراع والنتيجة فناء الإنسان مهما كان انتماؤه السياسي أو الديني ودمار الحضارة وخنق الحياة لكي تلفظ أنفاسها في كل مكان.
ان السلام دعوة أنبياء الله جميعا في الأرض، والسلام شرط للدخول في رحمة الله، كثيرا ما غاب السلام في الماضي وفي الحاضر، ونأمل ألا يستمر غيابه في المستقبل، المستقبل الذي نريد للسلام أن يرفرف عليه وأن يقهر ذلك المارد المسمي بالحرب والذي يحركه الإنسان أيضا وهو قادر على أن يطمس ذلك المفهوم وأن يحل بدلا منه هذه الهالة من النور الرباني الذي أراده الخالق لخلقه حتى ينعموا في الدنيا مثلما سينعمون في حياة الآخرة بالسلام وليس بشيء دونه.
مسك الختام: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ـ الأنفال: 61).
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2024/11/27-11-2024/09.pdf