د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

لا للمخدرات

نرمين الحوطي

مضى اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وكأنه يوم عادي، وللاسف الشديد ان الاعلام لم يلق عليه الضوء، ولم يحظ بأي اهتمام من قبل القنوات الاعلامية، وقد اصبحت المخدرات في عصرنا الحالي اخطر اداة لقتل شباب الكويت، فهل حان الوقت لنقول لها قفي؟

ان المخدرات بدأت تتسرب لشبابنا عن طريق التدخين الذي يعد الخطوة الاولى نحو طريق النهاية «المخدرات»، فالتدخين هو النافذة التي يطل منها الشباب على عالم المخدرات، وقد يكون اندفاع المراهقين نحو التدخين بهدف ابراز الذات والتحدي للحصول على صورة لذاتهم تعطيهم شيئا من النشوة التي يبحثون عنها، ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ يصبح التدخين صرعة قديمة، يذهب شبابنا للبحث عما هو جديد من خلال رفاق السوء وعدم ملاحظة الاسرة لهم وعدم اهتمام المدرسة ايضا، يذهبون الى النشوة الهاوية «المخدرات» ظنا بأنها اعلى درجات النشوة واللذة الوهمية، وهنا يدق جرس الخطر.

لن اتحدث عن اضرار التدخين والمخدرات بالاخص الذي نحن بصدد الكتابة عنها اليوم، لاننا نعرف الكثير عن المخدرات واضرارها، من خلال القراءة او المشاهدة عبر القنوات الفضائية، فمن منا لا يعرف ان المخدرات هي سبب رئيسي في هبوط حركة الجهاز الهضمي والتنفسي، بل عامل مساعد لاصابة الانسان بمرض الايدز، واصابته ايضا بتليف الكبد وضعف القدرة الجنسية ..الخ، هذا بالنسبة للعامل الجسدي، اما اذا تحدثنا عن العوامل الاجتماعية والمادية فسنصل الى كلمة واحدة هي الموت، بالفعل الموت في كل شيء وقد نرى الانسان المدمن يسير امامنا ولكن هو بالفعل شبح لانه لا يشعر بما يدور من حوله، فقد يعيش في عالم لا نعرفة وهو عالم النسيان.

وهنا سؤالنا لماذا لم نلق الضوء على هذه المشكلة؟ وهي ليست مشكلة بل مصيبة! بالفعل مصيبة لانه يجب ان تعيش في مجتمع يجمعك مع اشباح ليس لهم دور في مجتمعك، لماذا لا نقوم بمسيرة شعارها لا للمخدرات في هذا اليوم؟ لماذا لم نخصص هذا اليوم لبث برامج للتوعية عن اضرار المخدرات؟ لماذا لم نجعله يوما لمحاربة المخدرات ويتكرر عدة مرات على مدار العام؟

وهنا نقف ونقول لوسائل الاعلام: لتكن البداية منا في محاربة المخدرات، من خلال الكتابات والبرامج الاعلامية على مختلف المراحل العمرية، الى ان نجعل من قضيتنا اضاءة تدفع الحكومة لتسليط الضوء عليها من خلال الاجهزة - الأمنية والتربوية - ومن هنا يمكننا ان نعالج هذه المشكلة التي اصبحت تشكل جزءا كبيرا في مجتمعنا، ولا نعلم الى اين نصل من خلالها دون مراقبة فعلية؟

التعليق

x

إقرأ أيضا