د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

إلى أين يذهب الشباب؟

نرمين الحوطي

كثيرا ما نسمع ونقرأ ونشاهد عن مشاكل الدولة أو الدول المجاورة، بل نجد استقدام كبار المحللين ليقوموا بتحليل القضايا من خلال البرامج الاعلامية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية، والتي تبث من خلال القنوات الخاصة أو الحكومية، ولكن السؤال هنا أين الشباب من هذا الإعلام؟ الإجابة الوحيدة هي «التهميش»! لماذا هذا التجريد أو التهميش؟ لا أحد يعلم، فإذا أحضرنا ورقة وقلما وقمنا بعمل جرد للبرامج المقدمة خلال اليوم العادي، سنجد ان الحصيلة المقدمة للشباب تساوي صفرا في البرامج الاعلامية، وللأسف اذا وجدنا برنامجا واحدا يخاطب الفئة الشبابية، نجده عن الأغاني أو الصرعات الجديدة أو المطربين أو الفنانين المغرم بهم الشباب، ولكن ماذا يهم الشباب أو ما هي قضاياهم؟ لن نجد هذا موضوعا على الخارطة الإعلامية الكويتية أو العربية، حتى اذا نظرنا للتمثيليات أو المسلسلات المقدمة للمشاهد أو المستمع نجدها أيضا تهمش الفئة الشبابية، عجبا لهذا، ان الدستور الكويتي يحث بل يؤكد في قوانينه على الاهتمام بالشباب أو النشء، فنجد مادة (10) من الدستور تقول: ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الاهمال الأدبي والجسماني والروحي.

فإذا كان قانون الدولة يحمي الشباب بل ويعطي لهم الأولوية في كل شيء وهذا لأنهم أساس أي دولة متحضرة بل هم العمود الفقري للدول المتقدمة، فما الحال إذا كانت المعطيات لهم كلها من «المسرح الأسود»، وأعني هذه الكلمات بالفعل، اذا كانت كل المعطيات لهم تشير الى مشاكل أسرية دون حلول، وعرض شرائح من المجتمع يتعاطون المخدرات أو جماعات من اللصوص وعرض المغامرات لهم في حرفية السرقات كما لو ان كل المجتمع الكويتي يمشي في هذه الطرق المظلمة، أو اذا تكلمنا عن البرامج التي تبث من اجل الترفيه لكنها للأسف ليست سوى استخفاف بعقول المجتمع، بل وتعد هذه البرامج نوعا من أنواع المخدرات لأنها تجعل الانسان وليس الشباب فقط مغيب العقل، وهذا في لغة الاعلام هو أخطر أنواع المخدرات وأسرعها لتهميش عقلية الانسان، لأن هذه البرامج وظيفتها ان تجعل الانسان كما لو انه مغيب لا يدري بما يحدث من حوله، اما اذا اخذنا الصحف اليومية فنجدها تتحدث عن قضايا المخدرات والسرقات هذا بجانب الخلافات السياسية التي تعد صورة تهبط من همة أي شاب عندما يقرأ هذه الخلافات التي تتحدث عنها الصحف.

وفي نهاية سطوري أتقدم لمن بيدهم الأمر، لكي يضعوا شبابنا في ذاكرتهم لا للترفيه فقط، بل لطرح قضاياهم، وأيضا لابد علينا ان نفكر بما هم يفكرون فيه ولابد علينا ان ننزل الى مستواهم لكي نعرف ما يعجبهم وما لا يعجبهم، لابد علينا ان نسأل أنفسنا، لماذا بعض المؤسسات الاعلامية والقطاعات الخاصة لدى الدول الأجنبية لديها الى الآن برامج اعلامية مستمرة؟ ولماذا نجد كتابا الى الآن يقبل عليهم الشباب؟ الاجابة لأنهم وجدوا من يتحدث عنهم ولهم بالصدق.

التعليق

x

إقرأ أيضا