د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

دموع لبنان

نرمين الحوطي

دموع لبنان روت كل شجرة أرز على أرضه، دماء شبابه أريقت على جباله الشاهقة، لماذا لبنان؟ لماذا وهو ارض السلام ومنه أتى السلام؟ لماذا يا لبنان الحزين وأنت في تاريخ الحضارات ينوّرك اسمك؟ فمن منا يغفل عن الحضارة الفينيقية، أين أنت يا منظمات وهيئات الثقافة لتنقذي لبنان وآثاره؟ أين أنتم يا أهل العروبة ومن يتغنى باسمك ولبنان يهدم وأراضيه تشتعل بنيران لا أحد يعرف من هو مصدرها؟ ان لبنان أرض تعيش فيها كل الاديان، فهو بلد يعشق ويتغنى بالحب والسلام، وبالرغم من اهوال الحروب والدمار فان روح لبنان وشعبه يمتازان بالعراقة والصلابة ولبنان لا يعرف كلمة اليأس وهذا ما نشاهده بعد كل ازمة تمر به وكيف يقوم لبنان ببناء ما هدم من جديد، ولكن السؤال هنا الى متى؟ والى أين مصير هذا الشعب وهذه الارض التي قامت على الحرية وكرم الضيافة؟ ولكننا نجد في المقابل على الدوام الدمار والتآمر على هذا البلد، ان لبنان عندما يبكي يبكي معه كل مسلم ايا كان مذهبه، عندما يقتل اطفاله ورجاله لا يفرق الرصاص بين مسيحي ومسلم ودرزي، لبنان كان ومازال منارة لكل الاديان والمذاهب، يسكن فيه كل البشر ويعبدون الله الواحد سبحانه وتعالى، وبالرغم من اختلاف اديانهم ومذاهبهم الا انهم يقيمون دولتهم على رسالة واحدة وهي «الوطن، العمل».

ما أعظمك يا لبنان، وما اعظم من تغنى بك وقال «لبنان الكرامة والشعب العنيد»، وبالفعل صدقت تلك الكلمات، ومن هنا ارسل هذه الكلمات الى كل العالم، ان الشعب اللبناني لم ولن يقهر، فهو موجود منذ بداية الخليقة وسيظل موجودا الى نهايتها، ان لبنان عندما يغني وينشد فان هذا لا يكون الا مواساة لجرحه العميق، ما نراه الآن ليس الا أضحوكة سخيفة وكما قيل في الامثال «شر البلية ما يضحك».

في الزمن البعيد كانت الحروب ما بين الاديان ومنها أتى الاستعمار، ولكن اليوم اصبحت الحروب تقوم بين المذاهب والطوائف ولكننا لا نجد اسما يطلق عليها للأسف، فالدين واحد والرب واحد، ولكن الاختلاف في الشكل، فلماذا القتال إذن؟ رفقا بنا ايها العرب، اليوم لا أنادي باسم الاسلام، ولكنني انادي باسم العروبة وما تحمل من معان، اننا العرب يجمعنا جرح واحد وهو «اسرائيل»، لا اعرف الى اين هذه القوة تتجه بنا؟ وهذا لا يهمنا الا اذا كنا قوة واحدة، واقصد العرب، لا نريد اجتماعات ولا مناشدات ترفض وتستنكر فقط، نريد كلمة واحدة وموقفا واحدا، وهي كلمة «لا»، نرفض الضغوط والتدخلات في شؤوننا، نريد السلام من اجل السلام، كفى ايتها الايدي تمزيقا لأصولنا وحضارتنا وشبابنا وأرضنا، كفى باسم كل شهيد وأسير، كفى باسم وصوت كل أم، وكل أخت، نداء الى العرب انقذونا وانقذوا لبنان، باسم كل دين احمونا من الجحيم المنتظر.

التعليق

x

إقرأ أيضا