نرمين الحوطي
عطش، هو اسم كتاب للدكتورة عالية شعيب، فعندما قمت بفتح الظرف لأرى ما بداخله، فوجدت هذا الكتاب تحت عنوان «عطش» فجذبني الاسم لمعرفة ماذا تعني هذه الكلمة، وماذا تقصد، لا أعلم لماذا شعرت بالارتواء منذ بداية قراءتي للسطور الاولى، وبالفعل قمت بقراءته كله واثناء قراءتي للسطور وتناغم الكلمات استوقفت بعض اللحظات التي أخذتني الى الزمن الجميل، زمن الرومانسية، عصور كل من روميو وجولييت، وقيس وليلى، وعنتر وعبلة وغيرهم من قصص العشاق والأحبة، وبالفعل شعرت بالارتواء والراحة النفسية عند قراءة هذه المعزوفة الموسيقية من ألحان شوبان، على سبيل المثال، كنت بحاجة الى هذا الهدوء النسبي، لست انا فقط، بل الكل يحتاج الى بعض هذه الكتب وسط هذه التوترات السياسية التي نعيشها في هذه الآونة الاخيرة، جميل انه الى الآن يوجد أحد يفكر في الحب وكلماته خلال هذه المشاحنات السياسية التي يعيشها العالم.
ولكن الأجمل في الكتابة انها ايضا جعلتني اشعر بالفرق بين الرجل والمرأة من حيث الكتابة وبالأخص عن الحب ووصفه، جعلتني اشعر ان المرأة تفوقت على الرجل في الوصف وفي المشاعر، وهنا لا اقلل من أهمية الرجل وابداعاته الفكرية والشعرية، ولكن المرأة تختلف في كتابتها، حيث نجدها تقوم بوصف أدق الاشياء، وعلى سبيل المثال، نجد كيف ان د.عالية تصف صوت محبوبها:
صـــــوتـك
يمنحني وجها ضاحكا
وابـتـســامـة مشـــرقـة
يرسم لي خطوط بصمات واضحة
مترابـطة، منظـمة، نـاطـقة
فبالفعل المرأة عندما تكتب تقوم بالوصف والتدقيق بما تكتبه، تجعلك تعيش حالة ما تكتبه اليك، وهذا ليس في الكتابة فقط، بل في الحياة بأجمعها، نجد ان المرأة هي عنصر دقيق في كل شيء يدور من حولها، بل نجد على سبيل المزاح ان الرجل في بعض الاوقات يكره هذا التدقيق او الدقة او بمعنى أصح الملاحظة الشديدة، ان المرأة عندما تكتب للحب تكتب بمشاعرها، اما الرجل فيدخل العقل والحكمة في كتاباته، وهنا اقول لا، الا الحب لا يدخل فيه العقل.