د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

معهد بلا ملامح

نرمين الحوطي

انتهت الدورة العاشرة لمهرجان المسرح الكويتي، ولكن للأسف الشديد لا نعزي المهرجان، بل نعزي أنفسنا على ما وصل اليه حال المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث اننا لاحظنا على مدار السنوات الاخيرة من تاريخ المعهد انحدار مستواه الفني والثقافي، وهذه الكلمات لم تأت من فراغ، حيث نجد انه عند دخول المعهد في المهرجانات فانه يخرج كما دخل، بل وللاسف يصعق المتفرجون والنقاد والكتاب من العروض المقدمة من قبل المعهد، وهنا نقول ان الخطر اصبح قائما لأن المعهد العالي كان يعتبر منارة للثقافة في الكويت، بل هو المورد والمفرخ للاجيال الجديدة التي ستحمل الراية مستقبلا، ولكن السؤال هنا، لماذا يحصد ابناء المعهد الجوائز اذا عملوا بعيدا عن مظلة المعهد؟ هل الاسباب سياسية ام اقتصادية ام ماذا؟ وهنا لابد علينا من وقفة، والسؤال للمسؤولين، ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله عندما قام بإنشاء المعهد وكان وقتها وزيرا للاعلام، ومن بعده أتى الشيخ جابر العلي رحمه الله، كانوا جميعا يرسمون لهذين المعهدين صورة تجعل منه منارة، بل شمسا تسطع منها الانوار المضيئة في سماء العالم العربي، ولكن ما نراه الآن ان الشمس في الاساس اصبحت مظلمة تريد من يشعلها من جديد، وهنا لا بد ان نعرف ما الاسباب التي أدت الى هذا التدهور، ولماذا لم يعد هناك اهتمام ايجابي به بالرغم من ان المعهد العالي للموسيقى يحصد الجوائز في مختلف المهرجانات التي يخوضها، سواء أكانت هذه المهرجانات عربية أو عالمية، إذن هنا نضع ايدينا على الخلل، الادارة، واقصد هنا ادارة المعهد، لان المعهدين ينتمون الى الوزارة نفسها، وهي وزارة التعليم العالي، إذن المعطيات واحدة لا تفريق بينهما، ولكن كيفية توظيف هذه المعطيات وتدريبها، وهنا تكون اجابة السؤال، وبهذا نكون قد عرفنا اجابة ما كنا نسأل عنه، والذي جعل المعهد «معهدا بلا ملامح»، وهي الادارة، فان المعهد لا يقتصر فشله على المهرجانات فقط، فأين الندوات التي كانت تقام في الزمن الجميل، أين فرقة المعهد التي تعودنا ان تقدم لنا أحلى العروض، للاسف اصبح المعهد فقط يقدم الدروع ويقيم حفلات التكريم، وهنا سؤالنا المباشر، هل هذه هي رسالة المعهد العالي للفنون المسرحية: دروع وحفلات تكريم؟ وهنا نتجه للمسؤولين بأن تكون لهم يد من فولاذ للحد من هذا الانحدار الثقافي، فهذا مال عام، أي أموال دولة، وليست للحفلات والتكريمات، بل لدعم الثقافة من خلال الندوات والابحاث العلمية والثقافية والعروض المسرحية، كما ان هذه الانشطة لابد ان تكون من نتاج الطلبة تحت اشراف الاساتذة اعضاء هيئة التدريس، لا ان يقوم الاساتذة باستغلال كراسيهم لاستخدام المعهد كبوابة لعروضهم التي قد تؤدي الى الفشل الذريع، كما شاهدنا في المهرجانات، فانني اعرف ان الاستاذ لابد ان يكون رائدا ومعلما في كل شيء، واختتم مقالتي بمقولة امير الشعراء:

قـم للمعلم وفـه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا

التعليق

x

إقرأ أيضا