د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

العلم

نرمين الحوطي

ما يجب ان تدركه القاعدة العريضة للمسلمين في شتى بقاع الأرض، وما يجب ان يعرفه عنهم الآخرون، هو ان الاسلام اشهر سلاحه ضد الجهل ووضع مبادئ لمحاربته، وأعلن شعار محو الأمية في أول كلمة نزلت من السماء الى الارض وتلقاها محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في غار حراء أمرا صارما مؤكدا، (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم).

ولكن تعالوا نتعرف الحقيقة المرة لنستفيد، تعالوا ندل شبابنا على حقيقة ديننا وكيف خالفناه، وما وضع المسلمين الآن، وشتان بين الاسلام وهذا الوضع القائم للمسلمين، انهم عبر قرون طويلة لم يلبوا النداء للتزود بالعلم، ولم يأخذوه سلاحا في ايديهم يمكنهم من احتلال الصدارة بين شعوب العالم، ولكن ليس من حقنا ان نأسف طويلا ونحزن، فالتعاليم التي جاء بها محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مازالت موجودة ومصونة، في متناول يد كل شاب، وتفيد حتى كل شيخ، فهي منجاة للفتى والفتاة والكبير والصغير، والتاريخ يدلنا ويعطينا ما يفيدنا في مستقبلنا، فيحكي لنا ان المسلمين حين اقتربوا من الاسلام وعاشوا له ومعه في وئام يأخذون من تعاليمه ويدافعون عن حقوقه، صاروا أعزة وسادة، ومنارات للعلم والمعرفة، وكيف لا، وهو الذي جعل من الاعراب سادة الامم، ويوم ابتعد المسلمون عن الاسلام، واتسعت المسافات بينهم وبينه، كان وضعهم كما يراهم الآن غيرهم، بل كما يرون انفسهم، وقد آن الأوان لكي يعرف ابناء الاسلام ان دينهم لا يكره التجدد والتجديد، وانه اغراهم وغيرهم بالنظر الى الارض والبحث فيه، والنظر والتبصر الى السماء وبحث اسرارها، وليس ادل على قدر العلم وشرف التعلم من ان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه المعلم فقال تعالى: (الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان)، وقال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما).

والتعليم بمعناه العام الواسع وظيفة الانبياء، ومحمد خاتمهم يقول: «انما بعثت معلما»، ولم يكون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يفضل العابد على العالم، بل العالم هو الافضل، فيذكر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك صراحة في قوله: «فضل العالم على العابد كفضلي على ادنى رجل من اصحابي»، وهذا امر منطقي، فالعالم يمتد أثره الى غيره، ويهيئ الانسان للمعرفة الصحيحة.

فيجب ان يعرف شبابنا ان الاسلام، وهو الدين الصالح لكل زمان ومكان، ينادي بالعلم لانه القوة التي تكشف اسرار الكون وتسخرها لمنفعة الانسان، وبه نستخرج كنوز الارض ونستغلها لخير البشرية لا لدمارها وهلاكها، ويحكى ان هارون الرشيد طلب من الامام الشافعي ان يحضر اليه، فقال الامام ( رضي الله عنه ): «العلم لا يأتي ولكن يؤتى اليه».

وهنا لا أضع كل الخطأ على شبابنا، بل انه يوجد شق كبير تتحمله الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم، لكن للأسف اصبحت مدارسنا وجامعاتنا اداة لتطفيش الشباب من العلم، بل جعلوا الشباب الذين يعدون حماة الوطن يكرهون العلم والتعليم، من خلال اسلوب الدراسة والقراءة، فأين المسؤولون عن هذا؟!

التعليق

x

إقرأ أيضا