د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

سلام مربع للحريات

نرمين الحوطي

بالأمس القريب كانت المرأة تطالب بحق التصويت والانتخاب، واليوم عندما أخذت ذلك الحق أصبحت تشكو من اضطهاد الرجل، عزيزتي المرأة، كفانا تعليقا لمشاكلنا على الآخرين، ان القضية يا اخواني الاعزاء ليست في الانتخاب ولا في الكراسي بل في انفسنا نحن، وهذا ليس افتراء، وسأسرد عليكم بعض الأدلة التي تثبت ما أقول، عندما أخذنا حريتنا كما يدعي البعض، مع انني في اعتقادي ان المرأة الكويتية اخذت حريتها منذ زمن بعيد، بل كنا منارة لدول اخرى في هذه الحرية بل نحن أساس صريح لها لنيل هذه الحرية، أخذنا الحق في التصويت وجلسنا على الكرسي، ولكن من منهم وضع المرأة في جدولها العملي؟ الاجابة: لا أحد.

مضحك جدا ان تكون المرأة ذات منصب أو قيادة والى الآن لا تقدر ان تنجز أوراق جواز سفرها وهو أبسط الاشياء، قارئي العزيز، تخيل امرأة ذات منصب ولديها مهمة خارج البلاد واذا بجواز سفرها منته والزوج خارج البلاد، فماذا العمل؟، بل تخيل ايضا امرأة قيادية او راتبها والحمد لله يعطيها القدرة على شراء منزل لها فتذهب الى الاسكان فلا يسمح لها، وتكون مصيبتها اكبر اذا توفي والدها وقام اخوانها ببيع المنزل، فأين تذهب تلك المرأة؟، ويوجد الكثير من هذه الثغرات المضحكة على من يقول إن المرأة مضطهدة ومكبوتة وغير ذلك من شعارات.

عــــزيزتي المــــرأة، ان من يطــــلب الحرية عليه اولا ان يتــــحرر من كل القيود، لا يوجد بـــــناء كامل مــــن دون اســــاس، لانه اذا لم يكن هناك اساس قوي انهد البناء كله، وهذا ما يــــحدث في الآونة الاخــــيرة، مــــن منا اخذ قضية المــــطلقات او الارامل او العــــوانس بــــــعين الاعــتبار؟ لا يوجد احد، الكل يعد ويجعلها شعارات للانتخابات والترشيح، والنتــــيجة المرأة الى الآن بقيودهـــا دون حــــرية، لابد على كــــل امرأة ان تقف امام المـــــرآة وتقــــول ماذا ينقصنا من حرية، فســتجد الكــــثير من النواقص ســـواء كانت زوجة او امّــا او فتاة، في الامس كانت المرأة ذات قـــوة وحرية اكثر من اليوم، كان الرجل يعتمد عليــها في حياته وجميع أعماله، ولــــكن اليـــوم اصبح الرجل يخشى المرأة لانــــها اصبحت فقط تصرخ بالحرية دون امعان في هذه الكلمة لدرجة اننا جعلناهم يتخذون قرارات من الممكن ان تضرنا في المستقبل، وخير مثال على ذلك عندما فوجئنا بقرار عدم خروج المرأة بعد الساعة الثامنة، وهذا دليل على ما اقوله، انهم اصبحوا يأخذون القرارات دون دراسة للحياة اليومية في هذه الآونة، بل اعتقد ايضا ان هناك اشتياقا لدى الرجل لان يعيش مرة اخرى في الستينيات، وهنا اقصد فترة الهدوء السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وعلى هذا الشق الاجتماعي واعني الهدوء، هو كيف كانت المرأة تطلب؟ ولماذا تطـــلب؟.

سيدتي، الطريقة تختلف بين هذين الجيلين، في الامس كان الطلب بهدوء واقتناع وإيمان بقضية معينة، اما الآن فأصبحت المطالبة بالصرخات والاعتصامات، فلا يوجد شيء يأخذ بالقوة، لابد من ان تسود لغة الحوار التي ترتقي للتفاهم وتوصيل الافكار بتسلسل صحيح ومقنع، لا تأخذن شعارات الحرية والكبت دون معرفة الاسباب لان نشرها اعلاميا اصبح ضارا لنا، ففي الخارج يعتقدون ان المرأة الكويتية معذبــــة، وهذا غير صحيـــح، وذلك لوجـــــود المرأة في جميع ميادين العمل فــــي الكويت، فرفقا بنا وبقوة صرخاتكن لأننا أصبحنا لا نسمعها من قوتها.

التعليق

x

إقرأ أيضا