د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

ماذا يريد الشباب؟

نرمين الحوطي

لماذا على الدوام نسأل ماذا يريد الشباب؟ لماذا نرمي اخطاءهم عليهم بمفردهم؟ لماذا لم نسأل يوما ماذا نريد نحن من الشباب؟ وماذا أعددنا لهم؟ الاجابة واضحة وهي اننا لم نفعل لهم شيئا، والدلائل على كلماتي عندما استعرض عليكم بعض الاشياء من الافعال الموجودة، بل الملموسة ايضا لنا في الآونة الاخيرة واهمها المخدرات، عزوف الطلبة عن المدارس، الهروب الدائم من المدرسة، رسوب الطلاب الدائم، كثرة الحوادث التي تودي بشبابنا في بعض الاحيان الى الموت، السرقات، المشاجرات، والضرب.. إلخ، أين دور الاسرة؟ اين دور المدرسة؟ اين دور المشرف الاجتماعي؟ في السابق عندما كان يكذب الطالب كان ذلك يعد مصيبة لنا وتقوم الدنيا الى ان نجد حلا لهذه المشكلة ويستدعى ولي الامر والمدرس والمشرف الاجتماعي والناظر ويقومون بالاجتماع لايجاد حل ومعرفة اين التقصير ومساعدة الطالب للخروج من أزمته، كنا، وأقصد المجتمع الكويتي في السابق، كان يعد نفسه أسرة واحدة الذي يقع منهم يقفون بجانبه لمساعدته وتقويمه الى ان ترتفع الغمة من عليه، أما الآن الكل يعمل بمفرده لا يعمل الا لذاته، أصبحت الكلمة المعتادة لنا الآن انا مالي شغل، وان شاء الله يسير خير، اصبح النجاح يتقاضى عليه اموال، لا يوجد عندنا اي انشطة تربوية للطلبة، اين النشاط المدرسي، اين التربية العسكرية، كل هذا أصبح في خبر كان، أصبح لا يوجد احترام للمعلم من قبل طلبته، اصبح لا يوجد احترام للقانون ورجاله، كل من عنده واسطة أيا كانت تقفل المشكلة من دون وجود حل لها، طبعا ومن دون تصحيح الخطأ أو تقويمه، وبالتالي يبقى الحال كما هو عليه، والله يرحم شبابنا لعدم معرفتهم ما هي المسؤولية ومعرفة الخطأ والصواب، بل المصيبة الكبرى عدم معرفتهم باحترام أولي الامر، والنتيجة تكون الضياع.

لماذا لم نسأل أنفسنا نحن المسؤولين والقائمين على التربية والتعليم في الكويت سؤالا واحدا فقط، وهو لماذا كل هذا الانحراف؟ والاجابة هي لابد من وجود حلقة مفقودة، وأنا لا أقصد هنا ان الخطأ يقع علينا فقط، بل الخطأ مشترك بين كل من الاسرة في البيت والمدرسة التي لها دور كبير في تكوين الاجيال المقبلة، وايضا الشباب لهم دور مهم في هذا الانحراف، ولنبدأ بالنواة الانسان ودور البيت والمدرسة هو تأسيس ووضع الأسس السليمة لأي فرد في المجتمع، ولكن السؤال هنا كيف نضع هذه الاسس؟ والاجابة ليس بالقسوة والعنف بل بلغة الحوار والتفاهم، فعندما نريد ان نضع قانونا أو نفرض قوانين فلابد من عمل دراسة مسبقة قبل فرض أو طرح هذه القوانين أو الأسس، بمعنى أوضح لابد ان تكون الارض خصبة لزراعة تلك المبادئ، أما النصف الآخر للمشكلة أو الانحراف، وأقصد هنا الشباب لابد عليهم ايضا ان يدافعوا عن حقوقهم ومن الممكن الرفض، ولكن بلغة الحوار وليس بالعنف والعزوف عن المدارس والذهاب الى المخدرات وطريق الهاوية، ومن خلال هذا نستنتج شيئا واحدا وهو لغة التعامل، فلابد ان تكون لغة راقية، كما حث عليها القرآن الكريم والرسول ( صلى الله عليه وسلم )، فسنجد ان الإسلام حثنا على اتخاذ الامور شورى بيننا، كما أوصى كتاب الله عز وجل بطاعة أولي الامر، كما حثنا على تعليم اولادنا السباحة والرماية وركوب الخيل، كما أكد ديننا الحنيف على احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير.

نداء لكل من لهم طرف في القضية، اذا اتبعنا كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) فستحل مشكلتنا، وسنجد الحلقة المفقودة التي نريد الوصول اليها، لغة الحوار وهي لغة القرآن الكريم وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ).

التعليق

x

إقرأ أيضا