كثير منا يقول إنه عاش الحب، ولكن للأسف العكس هو الصحيح، فالحب ليس فقط العلاقة بين الرجل والمرأة، بل الحب هو بين الإنسان والأشياء، فعلى سبيل المثال العمل، عندما يحب الإنسان عمله ويعطيه من روحه ووقته فتكون فرصة للإنسان ليصبح أفضل وأرقى له ولعمله، بل سنجد ان عطاءه لعمله سيصبح أكبر، وانتاجه أكثر من قبل، وهنا ندرك ان الحب ليس عاطفة ووجدانا فقط، انما هو طاقة وانتاج، ولنأخذ ايضا الحب بين الانسان والمجتمع، فعندما يحب الانسان مجتمعه سنجد ان هذا الحب سيبعده عن العبث والتهريج ويرى مجتمعه بعين الطهارة والإخلاص والوفاء، وهذا ما نحتاجه في الآونة الأخيرة، حيث اننا حرمنا من هذا الدفء، الكل يركض ويلهث وراء متعته او مصالحه الشخصية، الكل لا يتذوق طعم الحب في علاقاته الشخصية سواء أكانت مع جار له أو أسرة، من منا اصبح يسأل عن جاره في الحزن قبل الفرح؟ من منا يرفع سماعة الهاتف على أعمامه وأولاد أعمامه ليطمئن عليهم؟ الكل يركض ولا يعرف لماذا يركض، إن هذا اللهث سينتهي للفناء، اما الحب فحتى ان رحل الإنسان فستظل سيرة عطفه وحبه باقية بين الناس والمجتمع.

وهنا عزيزي القارئ أصبحت الإجابة عن سؤالنا هي ان الحب ليس فقط بين الرجل والمرأة، ولكن الحب هو الماء والهواء الذي لابد ان نستنشقه في كل صباح، فالحب مرآة الإنسان يعكس ما بداخله، نستوحيه من أنفاسنا ومن دمائنا، الحب هو إرادة وصدق مع النفس ومع من نحب ونتعايش معه سواء كان في البيت أو العمل أو المجتمع ككل، إن كل انسان عندما يفكر في أن يحب نفسه سيرى الدنيا كلها بعين المحب، وعين المحب تمتلئ جدا بالأحاسيس والعواطف، عين تتصف بالدفء والحقيقة والاعتذار للمحبوب أيا كان هذا المحبوب لأنه يحب على الدوام ان يراه في أجمل حال، وعلى الدوام يريد لهذا المحبوب الخير بل يساعده عليه ويحميه من أي أذى يقترب منه، إلهي أنزل علينا المحبة بين كل البشر، فبالحب نحيا، فهو الروح للجسد فلا حياة من دونه، وهو الأمل الذي يسكن أنفاسنا ويخاطب افكارنا ليحقق آمالنا، نريد ان يكون الحب شراع سفينتنا.