جمهورية الموز
- 23 اكتوبر , 2007
-
Al-Anbaa
نرمين الحوطي
شعارات نأخذها فقط لتداولها في الأماكن المكثفة ليعلم المجتمع الأوروبي أننا دول متحضرة ومتقدمة، وعجبي اذا استوقفتني تصريحات كل من (......) من منظمة اليونسكو، و(......) من لجنة الأمم المتحدة الإنمائية، وهنا جلست أفكر وكأني لست من هذه البلاد، وكأني انسانة من جمهورية الموز؟! فالتصريحات والكلمات رنانة وقوية، واخذت التصريحات التي مثلت الكويت وأنا أتمنى ان تأخذ جمهورية الموز بهذا التقدم، فماذا تقول الكلمات؟
«تعزيز حقوق الانسان والتحولات الاجتماعية، تحقيق المساواة بين الجنسين، مكافحة العنصرية والتمييز، كسر حلقة الفقر، تحسين المهارات الاقتصادية والاجتماعية للشباب المحرومين، استقرار اجتماعي واقتصادي وسيادة الأمن والأمان، والقضاء على انحرافات الشباب، الارتقاء بالتعليم، ووضع خطط وبرامج تهتم بالصحة والتعليم وحقوق الأطفال وسلامتهم... إلخ»، ولكن كل هذه العبارات عكسها عندنا في جمهورية الموز، حيث ان التعليم في خبر كان، اما بالنسبة للارتقاء فنزعوا اجهزة التكييف حرصا على الكهرباء ودعما للترشيد، بل لماذا الطلبة يجلسون على كراسي فلابد من الرجوع الى طباع البادية والجلوس على الأرض، اما عن الحرية والحوار فهو بالفعل سائد، حيث ان القرارات تصدر وعليك تنفيذها وعلى المتضرر اللجوء للطوفة ليرقع بها رأسه اذا مو عاجبه، اما عدم التمييز بين الجنسين فهو ما حدث بالفعل في مشروع عدم الاختلاط في المدارس وخاصة الأجنبية، ومن يسمع هذا يقول كل شيء «OK» لأن سبب المشاكل كلها هو الاختلاط، اما عن الاهتمام بالطفل، فهذا بالفعل يحدث له من خلال النهر وعدم الاهتمام به لا في صحة ولا تعليم، أيها المسؤولون رفقا بنا لا تجعلونا اضحوكة بين هذه الدول، ليس من العيب ان اقول انه يوجد عندي خلل، فهذه المنظمات نشأت للمساعدة وليس للبهرجة والاجتماعات وان نقول كل شيء «أوكي» في دولتنا، لابد ان نقول يوجد خلل وان يتم البحث عنه، مللنا من الخطط التي توضع في الأدراج، فمن فترة شاهدت احد البرامج لدولة شقيقة ومجاورة اصبحت ترفض الخطط وأصبح اعتمادها على المشروع وضخ الميزانية له والتنفيذ، لا دراسات ولا لجان تهدر المال العام ووقت الانسان، عندما أشاهد كل هذا وأنا في جمهورية الموز احمد الله انني في جمهوريتي لا يوجد تعليم ولا صحة ولا كهرباء، فنحن نعيش على الطبيعة، وأتعجب لما أقرأ من أخبار في الصحف على هذه الدول، ولكن أقول لهذه الدول أعيدوا حساباتكم وكفانا شعارات واجتماعات وخططا، ترى الديرة محتاجة الى من يرعاها، محتاجة بجد للتنفيذ ليس لتصريحات معلقة ومن يعلم متى تنفذ، أصبحت الديرة مليانة بأوراق كالتلال الرملية بمجرد نفخة هواء تطير، ليس لها أساس قوي يجعلها صلبة قوية، الله يرحم كل من يعيش في هذه الدول يشوف شيء واللي يسمعه شيء، شيء يشيب الرأس، وسلامتكم.
إقرأ أيضا