د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الحرية والاستعمار

نرمين الحوطي

تحكي لي جدتي ما كان يحدث في عصرها وكيف كان اهل ذلك الزمان يحاربون من اجل الحرية، وكم من اجدادنا ذهبوا فداء للحرية، والحرية هنا هي حرية العقل واللسان، وعجبا على الدول العظمى حيث ان قاعدتها للصعود كلمة الحرية، فمن منا ينسى تمثال الحرية الموجود في الولايات المتحدة الاميركية، فمنه اصبحت اميركا رمزا للحريات ولكن؟

هنا السؤال، هل بالفعل نمتلك الحرية التي ننادي بها في خطابات وشعارات الدول والرؤساء؟ الاجابة «لا»، مصطلحات كثيرة ننادي بها «عولمة، شفافية... الخ»، والحصيلة لا شيء.

قارئي العزيز، ان المعادلة بسيطة جدا وهي: حدود + حرية تعطي الناتج دولة متحضرة، بمعنى انه يجب على الدول ان تضع حدودا لما يكتب ولما يقال، وسيطرح السؤال المعروف وهو كيف؟ والاجابة: لابد من وجود «بروتوكولات» ما بين الدول لحسم هذه الاخطاء، فعلى سبيل المثال، دول مجلس التعاون الخليجي تعقد اجتماعات على المستوى: الاعلامي والتربوي والداخلي والخارجي كل عام، وانا هنا اتحدث على المستوى الاعلامي والثقافي، فلماذا لا يكون من بين نقاط هذا الاجتماع الاحترام الاعلامي فيما بينها ووضع محاذير على القنوات التي تبث من كل دولة في حالة وجود اساءة فيها للدول الاخرى.

هذا بالنسبة للشق السياسي والقيادة، اما بالنسبة للشق الاعلامي، وهنا اقصد الكتاب والمؤلفين، فاننا نرى البعض منهم يكتب من ناحية شخصية، او ينقد نقدا شخصيا او ذاتيا، وهذا لا يعد اعلاما، ان الاعلام يجب ان يطرح قضية ويتناول ابعادها دون الاخذ بالحسابات الشخصية، ومن ثم سنقرأ او نشاهد عملا اعلاميا جيدا، وبهذا تكون المعادلة التي طرحناها اعطت النتيجة المطلوبة وهي الاعلام المتميز.

اما ما نراه الآن من تدخل الداخلية واعلانات الجرائد المهددة، والتفاعل السياسي مع عمل تلفزيوني او مقالة نشرت، فهذا كله سيؤدي الى انحدار الاعلام، خاصة ان الاعلام يعد اساس كل دولة متحضرة.

التعليق

x

إقرأ أيضا