بعد أيام سيهل علينا شهر رمضان الكريم، شهر الخير والمحبة والصدقات والاقتراب من الله، ولكن كيف يحدث هذا والحقد والحسد بين العرب، وللأسف الشديد ليس بين العرب فقط بل بيننا نحن البشر في كل أرض ننتمي اليها، في الأمس القريب كنت أشاهد بروڤات أوبريت «الضمير العربي» للأستاذ أحمد العريان واستوقفتني جملة كانت مطلع كل مقطع في الأوبريت وهي «يمكن نسينا في يوم إن العرب إخوة» إن هذه الكلمات جعلت ذاكرتي ترجع الى الوراء الى تاريخ العروبة الى صلاح الدين الأيوبي والى فتوحات الأندلس وعمر بن عبدالعزيز، فكم من أناس ضحوا بدمائهم من أجلنا ومن أجل الإسلام وإعلاء كلمة الله والوطن، كم من مرة سقيت هذه الأرض بدماء شهدائنا الأبرار لحماية وطننا وإعلاء اسم الله، كم من طفل ورجل ومسن ضحوا من اجلنا ولكن للأسف نسينا كل هذا التاريخ، اننا في حاجة الى صرخة لتحيي فينا ضمائرنا ولو بعض الشيء، اين نحن الآن من هؤلاء الناس؟ «تاريخنا» للأسف محلك سر. إن أجدادنا عندما ضحوا بكل ما عندهم كانوا يفكرون بالمستقبل الذي نحن نعيش به الآن ونتمتع بخيراتهم، كانوا يرسخون في حضارتنا وثقافتنا معنى الكرامة والحب والشجاعة ولكن اين هذه الصفات الآن ونحن نمزق كل الأوصال بيننا؟ ليس فقط خارجيا ولكن للأسف أصبح داخليا فالتمزيق وصل لكل بيت عربي في كل بقاع الدول العربية.

الى كل أم وأخت فقدت ابنها أو والدها أو أخاها، أعزيها على ما فقدت من ذويها لترى انها فقدتهم من غير معنى، ان دماءهم علينا حق فهم استشهدوا لكي نعيش نحن في سلام وكرامة وحرية، ولكن العكس هو الصحيح اين نحن الآن؟ ظللنا واقفين وصامتين، ها هو لبنان يتمزق أمامنا ونحن محلك سر، وها هي الجزائر تشتعل بالانفجارات والإرهاب ونحن محلك سر، ان الكتب السماوية كلها نادت بالسلام، فالسلام هو الله، والله يحب البشر ويريد لهم السلام، فخيموا علينا أيها القادة بالسلام، ابعدوا ايها البشر الفتنة بينكم، فإن الفتنة أشد من القتل وليكن الشهر الكريم شهر السلام الذي يمتد علينا بدون حروب وارهاب، ليكن شهرا يقف كل انسان مع ضميره ويحاسب نفسه ويبعد عنه كل حقد أو حسد ليستطيع ان يعلو بوطنه ويبني ما تركه لنا الأجداد، اليك يا لبنان يا بلد المحبة والسلام اليك يا فلسطين من جمعت أنبياء الله في القدس تحت قبوتك، اليك يا كل قطعة من الوطن العربي، سلام من الله وعليكم يسود السلام.