الممنوع مرغوب
نرمين الحوطي
أن نغلق نافذة للفكر والثقافة في القرن الحادي والعشرين فهذا هراء وان يصادر فكر خلاق من أي نوع فهذا عجز، فالواجب أن نطلق الحرية للإبداع، وحق الرد مكفول باسم الحرية أيضا حتى يستمر العطاء الثقافي ولا ينضب وقد نسينا أو تناسينا تواجد سطوات الفكر والثقافة وغيرها المفتوحة دوما.
فما نحجبه بقرار متواجد أضعافه ومن نوعيته في الانترنت الذي لا يبخل على ضيوفه بشيء مهما عظم أو قل حجمه.
فاتركوا نوافذنا مفتوحة حتى لا يلجأ جيل الشباب إلى سواها وحينئذ لن يكون أمامنا سوى الندم والحسرة.
إن العالم يا سادة يتسابق ويعيش ثورة معلوماتية متجددة، فما نراه الساعة يتغير بسرعة رهيبة والإضافات مستمرة، والعصر القادم من الخارج يهدد العقول غير الواعية ويتلاعب بها، ورفض أو منع تلك الثقافة أو الفكر عنا لن يحل القضية، فهي متأججة ولن تقف في طريقها قوة مهما كانت، الفكر يا سادة حرية من الداخل لن يستطيع أن يمنعها أي إنسان مهما أوتي من قوة تنفيذية والعكس هو الصحيح، فالممنوع مرغوب على الدوام، والحل يكمن في فتح كل النوافذ الفكرية والتصدي لكل ما يمس الأديان وامن البلاد، وسنجد في الرد الحل لإبطال أية مزاعم أو أفكار تصدر عن قصد للإساءة وهو في هذه الحالة سيكون بمنزلة سلاح قوي بتيار يستأصل الفكرة من الجذور ويترك صدى لدى المجتمع يجعله رافضا من داخله، إن الفكر في حد ذاته قوة مؤثرة تحتاج إلى قوة تعادلها وسيكون الصراع بينهما للصالح العام الذي ينتظر من يفوز والمهمة هنا ستكون سهلة لو اتيحت الفرصة لجيل المثقفين للتصدي بالعقل لأي مزاعم فكرية ترى السلطة أنها تشكل خطرا وتهدد البلاد من قريب أو بعيد دون اللجوء للقوة التنفيذية.
فالقوة الفكرية اقوى بكثير، لأنها ستقنع الآخرين لو انتصرت عكس القوة المادية التي لن ترضى الكثيرين وسيكون الانشقاق هو الواقع الذي لن يصل بالمجتمع إلا إلى مزيد من الفرقة، إن العالم من حولنا يتجدد ويبدع من خلال الثقافة والفكر اللذين يوصلان إلى الرقي والتقدم والقوة في عالم لا يعرف لغة سواها، فلماذا نحارب تلك اللغة التي ارتضاها العالم أساسا يبنى عليه مجده ومستقبله؟!
إننا في الكويت نفخر بمكانتنا وسط العالم بهذا الشكل الراقي والتقدم المزدهر والمستقبل القوي، فلماذا نقتل الفرصة في داخلنا بمثل هذا التصرف غير الحضاري؟
سؤال للمجتمع الكويتي وخاصة المسؤولين ونحن جميعا في سفينة واحدة وسط محيط الدنيا الواسعة، ولابد من أن تستمر المسيرة بسلام بالفكر الخلاق والثقافة المتقدمة.
إقرأ أيضا