أين السياحة من الثقافة؟
قد يعتقد البعض أن السياحة تقتصر فقط على المجمعات والفنادق والمطاعم وما يشابهها من قضاء وقت الفراغ لإشباع المتعة، وكم منا يعتقد أن الثقافة ما هي إلا تاريخ يقرأ لإشباع العقل، ومن هذا عندما ندمج المتعة مع العقل تكون حصيلتنا هي «السياحة الثقافية». ولكن السؤال: هل نحن نمتع بها؟ والسؤال الأهم كم من الدول تهتم سياساتها بالسياحة الثقافية؟
قضيتنا اليوم تنحصر ما بين عنصرين لا ثالث لهما:
أولا: الفرد.. من منا عندما ينوي للسفر يفكر بزيارة المعالم الثقافية للبلاد القاصد وجهتها؟ قد تكون الإجابة لا تتعدى 25% ممن يضع في خطة سياحته بأن يرى ثقافة الآخر، فللأسف العديد من المجتمعات تكون سياحتهم فقط من أجل التسوق والمطاعم والنوم فتلك العناصر الثلاثة أو ما يشابهها لا تعد سياحة!
السفر هو ثقافة وسياحة أيضا ولا نقصد هنا بأنه لابد أن تكون وجهتنا لزيارة المتاحف والمزارات والآثار، بل كلماتنا تبحر في ثقافة البلدان والاستمتاع بحضارات قد قرأنا عنها في السابق وأتت الفرصة بأن نجعل ما قرأناه وتخيلناه من كلمات بأن نعيشه على أرض الواقع؟ فما أجمل أن نستحضر الماضي ليصبح الحاضر.
ثانيا: الدولة والجهات المسؤولة.. تلك النقطة نجدها لا تفعل إلا إذا وجدت الاهتمام من الفرد والزائر بالثقافة السياحية! وخير مثال وطننا العربي وما يمتلكه من العديد من الحضارات وتنوع الثقافات على أرضه، وعلى الرغم من هذا نجد الأفراد سواء أكانوا أصحاب الحضارة أو من كانت وجهتهم للسياحة لا يقومون بالذهاب للاطلاع بما يمتلكونه من كنوز ثقافية ليتعرف عليها ومعايشة تاريخهم وتمتع بثقافتهم والتعرف عليها من قرب هذا ما يجعل بعض الدول والجهات المسؤولة لا تعطي الاهتمام الأول للثقافة وتعتمد سياحتها على المجمعات والمطاعم والفنادق، أما التاريخ في بعض الأوقات لا يذكر إلى أن يصبح أطلالا كتب عنه في الكتب، ومن الممكن تناست بعض السطور ذكرها وفي المستقبل تتراكم عليها الأزمنة وتندثر ولن نجدها ومع مرور الزمن ومع عدم الاهتمام من الفرد والدولة من الممكن لن نجد ثقافتنا وحضارتنا وإن وجدناها قد تكون أحداثها وتاريخها اختلفت وتغيرت من تعدد الروايات وتضارب القصص ومن هذا وذاك نصل بأننا نفتقد السياحة الثقافية في وطننا العربي وأصبحت ثقافتنا هي ثقافة الغرب.
٭ مسك الختام: نحن لا نصنع التاريخ بل التاريخ هو الذي يصنعنا.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا