د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

مهران: سنعمل على حل مشكلة شهادات «MFA» للطلبة الكويتيين في قسمي الإخراج والتمثيل بإدخال نظام الساعات المعتمدة


حياته مليئة بالصعاب والتحدي مع الواقع، واجه الكثير من الصعاب في حياته العلمية والعملية، خاصة من الذين لا يريدون للثقافة أن تتقدم، ورغم هذا لم يهتم لهم بل كان يعتبر هذه الإعاقات حافزا للمزيد من الجهد والعمل، إلى أن وصل إلى جائزة المسرح التجريبي، ثم توليه أخيرا رئاسة أكاديمية الفنون المصرية، في ترقية يعتبرها خطوة لتحقيق المزيد من الازدهار في الفن والأدب والثقافة، إنه د.سامح مهران الذي يعد أحد أعمدة الثقافة المصرية الشبابية، كما أنه مثال جيد لأي مثقف يحارب أو يضطهد من الغير.

د.سامح مهران بدأ حياته في صعيد مصر، وإلى تلك البقعة ذات التاريخ العريق تنتمي جذوره فخلقت بداخله الميل للإبداع والإصرار على تحقيق الأهداف، ولم ينس د.مهران تلك الجذور بل إلى الآن نلاحظ جميع كتاباته تكشف عن عشقه لجمال الصعيد واليوم يتحدث لنا ويخص «الأنباء» بأول لقاء صحافي بعد توليه منصب رئاسة أكاديمية الفنون، واليوم نحاوره لنرى ما ينوي تغييره وتجديده في أكاديمية الفنون، وكان لـ«الأنباء» حوار مع د.سامح مهران تطرق خلاله إلى تطلعاته لتطوير الأكاديمية، وإلى التعاون الثقافي بين مصر والكويت.

وإلى التفاصيل:

في بداية حوارنا نتقدم لكم بالتهنئة على توليكم رئاسة الأكاديمية، كما نشكركم على أن انفراد «الأنباء» بنشر أول حوار صحافي لكم بعد توليكم المنصب الجديد، ونبدأ مباشرة بما يواجهه العالم العربي من مشكلات تتعلق بدور الأكاديمية وعملها، وأهم هذه المشكلات عدم وجود الناقد الأكاديمي وندرة الكاتب، فما الذي تنوون فعله لحل هذه المشكلة؟

في البداية أشكر «الأنباء» على حرصها وتنوعها في مواكبة الأحداث السياسية والثقافية ليس فقط في الكويت بل وفي العالم العربي أيضا، وقبل حديثنا عن حل المشكلة لابد علينا في بداية الحديث أن نتعرض أولا لطبيعة النقد، فالنقد دائما ينظر له على أنه تابع للعملية الإبداعية، وفي الحقيقة أن هناك نوعا آخر من النقد وهو الذي يسبق العملية الإبداعية، وهذا النوع من النقد هو الذي يبشر بالكتابة المختلفة أو بالإبداع المغاير بشكل عام، ولا يكتفي بذلك فقط بل يرهص بأشكال تلقي هذا النوع من الأدب المغاير أو هذا النوع من الأدب المختلف، فمثلا لو لم يسبق حركة نقدية تبشر بالإبداع المختلف لاتهم بريخت بجهله بقواعد الكتابة الأرسطية، ومن هنا تنشأ في الترمنولوجي النقدي مقولة «جامعات التأويل» التي تبشر بإبداع مختلف وتبشر بكيفية تلقيه، وهذا ما نفتقر إليه، فالموجود عندنا ليس نقدا وإنما هو نوع من العارضين الذين يقومون بعمل عرض صحافي للعمل الفني ولكنني لا يمكن أن أسميهم نقادا، فالنقد رؤية للعالم واضحة المعالم استنادا إلى سياسة ثقافية ونظرية ثقافية ما.

مشكلة الكاتب المسرحي

في مخططك للأكاديمية، كيف تعالج مشكلة الكاتب المسرحي والناقد المسرحي؟
نحن في عملية تحديث شاملة في أكاديمية الفنون من خلال إعادة النظر في توصيفات المناهج بشكل عام، أما على مستوى الكتابة فنحن في صدد إنشاء قسم جديد يسمى «حرفية الكتابة للمسرح والسينما والتلفزيون»، وعلى مستوى الحركة النقدية هناك قسم يسمى قسم «التنشيط الثقافي» من بين مقرراته منهج «إدارة ثقافية» بالإضافة إلى «النظرية الأدبية» بالكامل و«النظرية الثقافية» بالكامل و«النظرية الاجتماعية» بالكامل، بالإضافة إلى مادة مهمة جدا تسمى «الشخصية القومية»، لأنه لابد للناقد أن يعي السياق الحاوي لعملية الإبداع بكل تفاصيله.

هناك دائما مشكلة الشهادات mfa التي يعاني منها طلبة الكويت عندما كانوا يتقدمون لتكملة دراستهم في أكاديمية الفنون لنيل درجة الدكتوراه بعد حصولهم على mfa حيث كانت شهاداتهم للأسف ترفض، وكان يطلب منهم الحصول على دبلومة مرافقة لها حتى تعادل درجة الماجستير، فهل هناك حل لهذه المشكلة في الوقت الحاضر حتى يستطيع الحاصلون عليها متابعة دراسة الدكتوراه؟

هذا في الحسبان، ومع قيامنا بالتحديث سنقوم بإدخال نظام الساعات المعتمدة في الأكاديمية بشكل عام وهذا سيعطي القوة الأساسية للقسم لا للمعهد، ونحن ننظر للدراسات العليا من خلال الاعتراف بشهادة mfa خصوصا في أقسام مثل التمثيل والإخراج وكان هذا الاقتراح نابع من قبلي، فالمخرج الذي يأتي لدراسة الماجستير في الأكاديمية يقوم بدراسة 4 فصول، وفي كل فصل يجب عليه أن يقدم عملا مسرحيا استنادا إلى منهج في إعداد الممثل بجانب رؤيته، وفي نهاية الفصول الأربعة يؤدي الامتحان أمام لجنة يقوم بمناقشتهم في تنظيراته حول الأعمال المسرحية الأربعة التي قدمها، وبالتالي أكون قد دفعت به إلى الجانب العملي أكثر من الجانب النظري.

هل جاءت لكم هذه الفكرة لصعوبة الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في قسمي التمثيل والإخراج؟
لا، لقد جاءتني هذه الفكرة لأنني وجدتها في الولايات المتحدة، ومجربة، وأنا أحسست بأن هناك خلطا على مستوى الرسائل العلمية بين قسم الدراما والنقد وبين قسم التمثيل والإخراج، فلماذا المساواة بين القسمين، في حين أن أحدهما طبيعة عمله كلها تطبيقات بينما طبيعة الآخر قائمة على النظرية، فيجب أن تكون هناك فروقات بين القسمين، وحديثي لا يقتصر فقط على قسم التمثيل والإخراج بل على جميع الأقسام التي تشمل الشق العملي مثل قسم الباليه الذي سيطبق عليه نظام mfa.

سمعنا أن هناك مشروعا لإنشاء معهد فنون الرقص؟
أولا، أنا أعيد الاعتبار لكلمة الرقص، وسيكون متكونا من 3 شعب، رقص كلاسيكي «باليه»، رقص حديث، والرقص الشعبي، لأننا لو لم ننشئ هذا القسم فسنفقد الرقصات الشعبية الخاصة بنا، فلابد أن تدرس هذه الرقصات وتدون للاحتفاظ بتاريخنا وخير مثال على حديثي عندما جاء الروسي «تازان» الذي استخدم مفرداتنا الشعبية وأدخل عليها بعض الحركات التي تنتمي إلى التراث الروسي، أنا لست ضد هذا ولكننا لابد أن نحتفظ بها عن طريق التدوين مع ذكر التغيير الذي طرأ عليها من الخارج لأن الثقافة الشعبية في رأيي هي ثقافة عابرة للحدود الجغرافية فمن الممكن أن نرى مفردات في مصر لها ما يشابهها في روسيا حتى على مستوى الحكاية الشعبية.

البروتوكول بين الدول

نريد أن نتطرق إلى البروتوكول بين الدول، جرت العادة أن مصر هي التي تغذي دول الخليج، فعلى سبيل المثال مصر هي العامل الأساسي في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، لماذا لا يكون هناك تبادل للزيارات على مستوى الأستاذة، وعقد ندوات مشتركة؟
أنا مستعد لتوقيع بروتوكولات من هذا النوع، فأنا ضد فكرة الدولة الأم، ونحن نحتاج إلى حالة من حالات دمقرطة الثقافة العربية بشكل عام، وأن يحصل انفتاح على الإبداع العربي من قبل المصريين بشكل أضخم، هذا لا ينفي الدور الريادي الذي لعبه المصريون في ترسيخ فنون بعينها داخل أغلب البلاد العربية، فأنا مع دمقرطة الثقافة العربية وكسر الحواجز بين الدول العربية، فأهلا بأي أستاذ كويتي يريد القدوم للتدريس في أكاديمية الفنون لنستفيد من الخبرات الواعدة في كل المجالات ونرسل الأساتذة المصريين كأساتذة زائرين في كل مجالات الفنون ليس على مستوى الكويت فقط، ولكن على مستوى الدول العربية، وأعتقد أن الديموقراطية السياسية تسبقها في الأساس ديموقراطية ثقافية.

هل نتطلع، خلال رئاستكم للأكاديمية، إلى أن يكون خروج الأساتذة من الأكاديمية للتدريس بالخارج بشكل رسمي؟
أعتقد ذلك، فأنا ضد التعاقد بشكل فردي ومع التعاقد بشكل رسمي من مؤسسة مع مؤسسة، وبالتالي هذا للحفاظ على الحقوق القانونية لكل الأطراف، فأنا ضد أن يقوم أستاذ مصري بالتعاقد بصفته مدرسا، فهذا ينال من كرامة الأستاذ المصري وهذا أرفضه تماما وأسعى لإيقافه، وهذا يحتاج من الجانب الآخر لبعض التفاهمات والاتفاقات فيما بيننا.

بعيدا عن الكرسي والمنصب، سامح مهران ألا يخشى من الكرســي على قلمـه وإبداعاته المسرحية؟
إنني أعرف كيف أنظم وقتي، ففي كل هذه الظروف منذ توليت منصبي هذا كتبت فيلما وهو من ضمن أول 10 أفلام ستقوم مدينة الإنتاج الإعلامي بإنتاجها، وأنهيت أول نص كوميدي لي وأعتقد أنني سأقدمه في الصيف المقبل في المسرح الكوميدي كتأليف وإخراج.

اعتاد الجمهور من د.سامح مهران أنه دائما يحاكي مرارة الشعب والأزمات السياسية، فهل تعتقد أننا في حاجة إلى الضحك أو بمعنى أصح أصبح اتجاهك يتماشي مع مقولة «شر البلية ما يضحك»؟
من خلال الكوميديا أتعرض لأشكال الخرافة في بيئة صعيدية، فهذا نوع من الكوميديا الهادفة تدعو إلى الابتسام أكثر مما تدعو للقهقهة.

في كتاباتك دائما ما تميل إلى بيئتك الصعيدية، لماذا؟
جذوري صعيدية وأفتخر بها وأعتقد أنني بعد سن الستين سأستقر في صعيد مصر، فمعاني الرجولة والشرف صعيدية، قد أكون منحازا، لكنني أستريح جدا للتعامل مع الصعايدة وأعتبر أن كلمتهم دستور.

الصحافة الفنية

نعود مرة ثانية للأكاديمية، ألم تفكر ولو بينك وبين نفسك في أنه آن الأوان لفتح قسم خاص بالصحافة الفنية أم أنك لا تعتبرها تابعة للفنون.
الصحافة الفنية هي النقد الفني، وأعتقد أن قسم النقد يقوم بهذا العمل، ولكن أن أفتح قسما خاصا للصحافة بشكل عام فهذا ليس دوري، هذا دور كليات الإعلام وأكاديميات الإعلام التي أصبحت موجودة بكثرة في مصر، ولكن عندنا هدفا آخر هو فتح كلية للفنون الجميلة وفتح كلية للعمارة البيئية وفتح معهد لفنون الطفل، كل هذه أشياء تضيف إلى الأكاديمية وضمن المسار الحقيقي لها.

معهد فنون الطفل سمعنا عن تأسيسه منذ زمن، وحتى الآن للأسف الشديد لا يوجد أي إنجاز في هذا الاتجاه بالرغم من وجود مشكلة الكتابة لمسرح الطفل؟
اضبطي ساعتك من تاريخ اليوم أن هذا المعهد سيفتتح في العام الدراسي ما بعد المقبل.

ما أهم محتويات هذا المعهد؟
في بداية حديثنا عن معهد الطفل لابد أن نذكر صاحبة الفضل الأول لإنشاء هذا المعهد وهي السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية، وليس هذا فقط بل بدعم قوي واهتمام متميز منها لإنشاء ووجود هذا المعهد، وسيشتمل معهد فنون الطفل على أقسام كثيرة منها موسيقى الطفل، سينما الطفل، مسرح الطفل، الفنون التشكيلية للطفل، ثم قسم كتاب الطفل، هذه هي الأقسام الأساسية وهي قابلة للتعديل والإضافة ولكنني أذكر الموجود حاليا، وأنا شخصيا سأترأس لجنة في شهر مايو المقبل للنظر في المواد وتوصيفاتها وفي التشعيب لهذا المعهد، وأنا أعتقد أن هذا المعهد سيصبح له دور رئيسي مع مدرسة الفنون التي ستستقبل الحاصلين على الشهادة المتوسطة لدراسة السينما والمسرح والفن التشكيلي، ما يجعل المدارس التابعة لنا تستوفي جميع الفنون بجانب ما نمتلكه من مدرسة للموسيقى ومدرسة الباليه ومدرسة الكونسرفتوار، واليوم نأتي بهذه المدارس الفنية الجديدة التي ستضم السينما والمسرح والفنون التشكيلية ليصبح لدينا دم جديد يضخ في كل معاهد الأكاديمية ونقدر أن نرتقي بالثقافة والفنون خاصة معهد فنون الطفل لأننا نريد من هذا المعهد أن يعيد للمدرسة المصرية رونقها ويهتم بالطفل ومهاراته لأنه للأسف يوجد إهمال في المدارس لهذه المهارات والأنشطة التي تخص الطفل.

هل نتوقع وجود تعاون بينكم وبين وزارة التربية في الأنشطة المسرحية؟
أكيد، أعتقد أن معهد فنون الطفل سيلعب دورا رئيسيا جدا في مؤسسات وزارة التربية والتعليم ومدارسها.

كتاب الطفل

تكلمتم عن قسم كتابة الطفل، فهل تقصد القراءة؟
لا، كتاب الطفل، كيف يكون كتاب الطفل من ناحية الرسومات ومن ناحية الكلام ومن ناحية الموضوع، كيف ينقل الكتاب الطفل نقلة معاصرة، كيف يخاطب الطفل بالصورة لأن الصورة لا يضربها إلا صورة، كيف أدخل المفاهيم المعاصرة للطفل المصري ليس من خلال مقولات جاهزة ولكن من خلال رسوم، فالصورة يتم طبعها في المخيلة وفي العقل ومن الصعب زحزحتها الا بصورة أخرى تكون نقيضة لها

صفحة الجامعة والتطبيقي في ملف ( pdf )

https://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/education/47688/18-04-2009-

إقرأ أيضا