لا أعلم لماذا تنحصر عاطفة الاشتياق والوله فقط بين الأحباب والمحبين؟ مع العلم أن الأغلبية وهم كثيرون يمتلكون تلك العاطفة ولكن ليس للحبيب فقط! فالمحب والحبيب لتلك الفئة هي الأشياء التي تربطهم بموطنهم وماضيهم.

من منا لا يشتاق لموطنه؟ ومن منا لا يوله على أهله وأبنائه؟ ومن منا لا يحمل هذه المشاعر التي ينبض بها القلب وتسيطر حروفها على العقل؟

ذكريات ومحطات في حياتنا وما زالت مستمرة ما دمنا نحن نحيا.. فالإنسان كتاب يحمل العديد من الذكريات التي كتبت والتي ستكتب في المستقبل لتدق على الدوام ناقوس الذكرى في عالم الإنسان، كل منا لديه العديد من الشخوص في حياته لا يشترط أن يكون حبيبا ومحبل ليشتاق إليه ويوله على ذكرياته معه فالذكرى بمعناها ومفرداتها تبقى شوقا وولها للإنسان.

من منا عندما يستمع لأغنية ما تربط كلماتها وزمانها العديد من الذكريات الجميلة في تلك اللحظات المصاحبة لألحان الأغنية يجد الإنسان نفسه يسترجع ذاكرته مشتاقا لتلك الأيام وولها لتلك الشخوص الذين شاركوه تلك الذكريات! من منا عندما يغادر موطنه لفترة طويلة لا يشتاق لوطنه وفي غربته يتذكر بشوق وحنين مجتمعه وبيته؟

من منا في لحظات ليست بقليلة بل كثيرة يرجع به الحنين والشوق لأيام الدراسة وصحبته ومدرسيه بغض النظر عما كانت تحمل تلك الأيام من تعب واستيقاظ مبكرا وعقاب المدرسين ومن الممكن رسوب البعض في بعض المواد ومن هذا كله نشتاق ونوله لتلك الأيام ونتمنى أن نرجع لها ويقف بنا الزمن!

من منا عندما يحل عليه المرض لا يتذكر والدته ويشتاق لملمس يدها وهي تضعها على جبينه تدعو له بالشفاء وتسهر معه لحين أن يشفى ويعافى من مرضه؟ وها نحن اليوم كبرنا وما زال الطفل الذي بداخلنا يشتاق لحضن أمه وسماع دعائها كل صباح! من منا لا يشتاق في الشتاء لن يسمع فيروز ويتغنى بكلماتها التي تدفئ القلب وتروي الذكريات بالاشتياق لماضي لم يتركنا وكلما كبرنا ما زلنا نشتاق ونوله.

٭ مسك الختام: الحب هو الجسر الذي بينك وبين كل شيء.. جلال الدين الرومي.

Nermin-alhoti@hotmail.com