د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الحوطي: الكوميديا توظَّف لإضحاك البشر تنفيساً عن همومهم

دنرمين الحوطي خلال مشاركتها في الندوة

عرضت عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية د.نرمين الحوطي رؤيتها حول الكوميديا ضمن ندوة فكرية عقدت في عمان امس بعنوان «الكوميديا وشروطها تاريخيا» نظمتها وزارة الثقافة الأردنية بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين.

وقالت د.الحوطي خلال الندوة التي حضرها رئيس المكتب الثقافي لدى الاردن د.عطية جدعان الشمري والملحق الثقافي د.يحيى عبدالخضر عبدال ان «الكوميديا هي الشكل الذي يعتمد على الطرب البريء والاستسلام للدعابة».

وأضافت في رؤيتها التي حملت عنوان «رغبة الانسان الضاحك بالتغيير» ان كل ما في الكوميديا مضحك ويبعث على لذة نابعة من نقص في الشخصية ليس مؤلما ولا هداما وله نتائج غير ضارة نسبيا تتصف عادة «بالفشر والكذب والتهريج والجبن».

وعرضت د.الحوطي سردا تاريخيا للكوميديا وقالت ان أرسطو في كتاب «فن الشعر» يعرف الكوميديا بانها «محاكاة لأشخاص أدنى مرتبة ولكن ليس بالمعنى الكامل للسوء إذ ان المضحك ما هو إلا فرع من فروع القبح فقوامها نوع من أنواع النقص او القبح ليس مؤلما ولا هداما فالقناع الكوميدي قبيح مشوه ولكنه لا ينطوي على ألم».

 
وأشارت الى ان الكوميديا بشكلها المتعارف عليه قد عرفه الإنسان الأول حينما لجأ الى محاكاة رحلات الصيد أمام جماعة من المشاهدين وأخذ يقص عليهم كيف تم له الحصول على فريسته التي لم تكن بالامر السهل بل انه لكي يحصل عليها كان عليه ان يأتي بحيل شتى ومنها حركات أشبه بالكوميديا دون ان يعرف ذلك. ولكنها كانت حركات عفوية.

وقالت ان العروض العشوائية التي قدمها الإنسان سابقا ما لبثت ان قننت على شكل مسرحية لها حدودها وعرفت باسم المسرحية الساتيرية التي كانت تقدم مع الثلاثيات التراجيدية كنوع من التسلية بعد عرض مأساوي.

وأضافت ان الكوميديا استقلت عن التراجيديا او العروض الثلاثية وأصبح لها فيما بعد كاتب محترف متخصص.

وأكدت د.الحوطي أهمية الثورة الصناعية والتقدم العلمي والنظريات التكنولوجية وقالت ان كل هذه العوامل كان للفن ان يواكب مسيرتها فأصبحت الكوميديا توظف في الأغلب الأعم لإضحاك البشر تنفيسا عن همومهم التي زادت بزيادة إيقاع الطبيعة الذي حركه الإنسان بوسائله المختلفة.

وعن علاقة الكوميديا بالتراجيديا، قالت د.الحوطي انها موضوع معقد اتخذ أشكالا عديدة متباينة فمن كوميديا العادات الى الفارس فالتهكم والهجاء ثم الكوميديا المكتملة او الرفيعة، بالاضافة الى الكوميديا التراجيدية ومن خلال كل شكل ينقسم الى اشكال متفرعة كما ذكرنا الكاريكاتير والموقف والحب.

بدوره، قال رئيس المكتب الثقافي لدى الاردن د.عطية جدعان الشمري في تصريح لـ «كونا» ان المشاركة الكويتية الفاعلة في مثل هذه الملتقيات تعزز مهنية المسرح الكويتي ما يعود بالنفع على مسيرة هذا المسرح ليعود رائدا على مستوى الوطن العربي كما كان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

واضاف «نشارك في هذه الانشطة لتعزيز الدور الثقافي للمكتب في الاردن وللتعرف على الجوانب الثقافية المشرقة لهذا البلد ونعرف بثقافتنا ودورنا الحضاري».

وأكد أهمية الرؤية التي تقدمها د.الحوطي، وقال «نتمنى ان تزداد هذه المشاركات والمساهمات الثقافية الكويتية»، مشددا على «ضرورة دعم المشاركات الكويتية الفنية في مثل هذه المنتديات لدورها في تعزيز التواصل والترابط بين المسرحيين العرب»

PDF

التعليق

x

إقرأ أيضا