عيد اليتيم
أيام معدودة وسوف يحل علينا عيد اليتيم الذي يقوم العديد من البلدان والمدن والمجتمعات والهيئات الحكومية والخيرية بالاحتفال به، البعض منهم تقتصر احتفالياتهم ليوم واحد والبعض الآخر يجعل من الاحتفالية على هيئة حملة ليوم اليتيم ومن هذا وذاك يبقى السؤال: لماذا التحديد؟
لن أقوم بذكر الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحث على الاهتمام باليتيم وكيف ميز الله عز وجل ورسوله الكريم كافل اليتيم «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى» ولكن محور سطورنا هو لماذا لا نتذكر الأيتام إلا في شهر أبريل؟ الموضوع لا يقتصر فقط على اليتيم بل إذا قمنا بحصر الأعياد والمناسبات التي تعتبر هي ليست بالأساس ذكرى لكي نتذكرها لأنها هي أساس للعلاقات الإنسانية، فلماذا نجعل تلك المشاعر التي تنبعث من ذاتنا محددة لبعض الساعات أو الأيام؟ فعلي سبيل المثال لا للحصر: هل الأم لا نتذكرها إلا في تاريخ 21/3؟ وهل اليتيم طوال العام ليست لديه أي حقوق علينا إلا في يوم 1/4؟
تلك المشاعر والعواطف التي نحدد لها يوما للذكرى والاحتفال بها ما هي إلا عاطفة وأحاسيس غرست في قلوبنا وسلوكياتنا فهي لا تقتصر على وقت محدد، فاليتيم ليس في شهر أبريل بل العطف والاهتمام به قيمة من قيم الإسلام وسلوك حث عليه رسولنا الكريم ولم نجد أن القرآن الكريم وسنة نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم حددا يوما للأم أو لليتيم أو للأسرة وغيرها من مناسبات وضعناها في قوالب للذكرى وهي ليست بذكرى بل هي مفتاح الحياة للإنسان.
إن تخصيصا وتمييزا لعاطفة أعتقد بن هذا يحرج من قمنا بالتخصيص له، فالحب لا يقاس بمدة ولا يوضع في قوالب احتفالية، بعض المشاعر وهي كثيرة لابد من عدم تحديدها وتلك ليست بفلسفة بل هو قانون الحب ومبدأ الحياة، فالأم لا يحدد عطاءها في يوم يحتفل بها، واليتيم مهما حدد له من أعمال وأيام لن ولم يعوضه على ما فقده من حنان الأبوين تلك هي المشاعر لا تحدد ولا تخصص فهي نابعة من القلب للقلب وليست بيوم ولا بسنين بل هي العمر كله.
٭ مسك الختام: ليرتفع منك المعنى لا الصوت، فإن ما يجعل الزهر ينبت ويتفتح هو المطر لا الرعد.. جلال الدين الرومي.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا