نقطة البداية غالبا ما تكون هي المرحلة الأصعب إذا أراد المرء أن يصحح خطأ ما، أما إذا أردنا تصحيح العديد من مشكلات مجتمعنا وهيئاتنا الحكومية تلك هي المعضلة وعلى الفور يطرح السؤال نفسه ونقول: منوين نبدى؟

في كل يوم، وليس بشهر أو بسنة، نجد أن ما نمتلكه من قضايا والعديد من مشاكل إلى يومنا هذا محلك سر! وما نسمعه ونقرأه ما هو إلا لجان واجتماعات دون أي حلول! سئمت الأقلام من الكتابة وتعبت الأفواه من الشكوى وهمّ القلب من الحال ولا نرى أي بصيص أمل يجعل التفاؤل يسكن غدا.

إذا قمنا بالبحث والتجميع لأغلبية القضايا التي تناقش في وقتنا الحاضر سنجد أن ما يكتب عنه ويقال نسخة مكررة للسابق، أما الحلول فيبقى الحال كما هو عليه، عفوا هذا ليس بتذمر بل هي الحقيقة التي نعيشها.. فلكم بعض الأمثلة التي إلى الآن تنعقد لها الاجتماعات وتنظم منها العديد من اللجان منذ العديد من السنوات والأشهر والأيام والنتيجة لا أحد يعلم إلى أين؟ وماذا عن النتائج؟ ولماذا إلى الآن لم تحل؟ ولا نمتلك إلا أن نقول منوين نبدى:

٭ الشهادات المزورة.. إلى الآن لم نعرف ما هي نتائج اللجنة المسؤولة عن تلك المعضلة، والمضحك أن كل وزير يأتي يلوح بتلك الورقة وقبل أن يترك كرسيه يهدد بكشف الأسماء، وها نحن ما بين وزير يمضي وآخر يأتي وذلك يوعد والآخر يتوعد، وإلى الآن لم يكشف عن أسماء ممن يمتلكون الشهادات المزورة، فالقضية أصبحت تكسبا سياسيا، أما المصلحة العامة.. لله الأمر من قبل ومن بعد.

٭ زحمة يا دنيا زحمة.. تلك القضية الشائكة التي نسمع عن العديد من القرارات الداخلية تنفذ واقتراحات نيابية تطرح ومازالت الشوارع متكدسة ومزدحمة والحل ليس برفع أسعار رخص القيادة للوافدين ولا تقليل مركباتهم وليس الموضوع متعلقا بحزام الأمان وعدم التحدث في الهاتف، إنما الموضوع يحتاج الى دراسة سكانية، والسؤال: هل تلك الطرق تتحمل النسبة السكانية في الكويت الآن؟ سؤالنا بعيد كل البعد عن الكباري والجسور الجديدة لأنها سهّلت بعض الشيء من أزمة الازدحام.. فشكرا لمن قام بها دون لجان ودون اجتماعات.

٭ العلاج بالخارج.. وزير يفتح الباب على مصراعيه وآخر يغلقها، ومن هذا وذاك نجد إلى الآن بعضا من النواب يتكسب من وراء العلاج بالخارج والنتيجة هدر المال العام.

تلك القضايا ما هي إلا أمواج في بحر من قضايا أخرى معلقة منذ سنين ولم يحسم الأمر بها، فقضايانا ما هي إلا مجلدات تراكمت مع الزمن دون حلول يصعب علينا أن نجد نقطة للبداية لها ولا نمتلك إلا نقول: منوين نبدى؟

٭ مسك الختام: الله المستعان.

Nermin-alhoti@hotmail.com