د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

الرسالة الإعلامية

 

عندما كنت في جمهورية مصر العربية قبل أسبوع، اجتمعت مع أحد الأصدقاء المقربين لي في القاهرة يدعى «عمرو»، وهو يحمل صفة أمنية، وما أجمل تناول أطراف الحديث مع أحد عناصر الجهات الأمنية، بدأ الحوار عن الانتخابات الرئاسية وكيفية استخدام الميديا لتحفيز المواطنين للذهاب والمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وهنا قاطعت عمرو قائلة: أنا من عشاق الإذاعة، وأفضل أثناء قيادتي الاستماع للبرامج الإذاعية، ولاحظت أن مواد البرامج الإذاعية في تلك الفترة لها طعم ونكهة جديدة.

فقال: ازاي؟ قلت: كثير من البرامج وجدت اعتمادها على توضيح حقيقة الإشاعات ليس بالحديث فقط بل الاعتماد على التقارير الداخلية والخارجية أيضا وتوضيح الصورة الكاملة للمستمع، فهذا العمل يعد شاقا على من يقوم بتجميع المواد وتتبع «الإشاعات» ومن ثم فإن إعدادها فكرة صائبة ومرهقة في نفس الوقت.

فقال: بمعنى؟ فأجبت: هل تعلم كم من الجهد بأن يقوم الفرد بحصر ما يتداول من إشاعات عبر وسائل التواصل بجميع أنواعها ومن ثم يقوم بفرز كل واحدة على حدة ومن بعد يتابع كلا منها على حدة وكم عدد مشاهديها وبعد ذلك يقوم بتفكيكها كمادة ليقدر من خلال ذلك التفكيك معرفة الجهات التي يمكن الاستعانة بها لمعرفة الحقيقة، وبعد تحديد الجهة وقد تكون أكثر من جهة الاتصال بهم والاستفسار وتجميع المواد والرد على العديد من الاستفسارات التي تبين لنا الحقيقة، بجانب هذا لا بد من الاطلاع على التقارير إذا كان الموضوع له صلة دولية أو حكومية وبعد الرد على علامات الاستفهام من التفكيك تأتي عملية التجميع وهي الإعداد وكيفية طرح القضية (الإشاعة) ومعرفة الحقيقة من خلال ما جمع من عملية التفكيك، ولا بد أن تكون الخاتمة تحمل رسالة وطنية وغرسها في ذهن المستمع.

وإذا به يقول لي: ياه كل ده في يوم واحد يا نرمين؟ فضحكت وأجبت: أيوه يا عمرو، بالفعل الرسالة الإعلامية في مصر تغيرت وتحددت فعلى سبيل المثال الرسالة الإعلامية للبرامج التي تذاع على الإذاعة الحكومية، فبالفعل العديد من الدول العربية تحتاج لتلك النوعية لتتحقق من الإشاعات المتداولة التي في بعض الأوقات من الممكن أن تؤدي إلى كوارث أمنية، والله يا عمرو تلك البرامج ماهي إلا إضاءة تكشف الحقيقة للعديد من أفراد مجتمعاتنا الذين يلهثون وراء الإشاعة ويقومون بترويجها دون معرفة الحقيقة وتلك النوعية من البرامج في نفس الوقت هي سلاح قاطع يخرس كل من أراد بمجتمعه شرا.

٭ مسك الختام: «اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم».

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا