د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

«الليل نسي نفسه».. في الإعادة إفادة!

مسرحية الليل نسي نفسه
جانب من الندوة التطبيقية

مسرح «دبا الفجيرة» قدمها في ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي

قدمت فرقة مسرح دبا الفجيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، من خلال مسرحية «الليل نسي نفسه»، وذلك على مسرح الدسمة، بحضور سفير دولة الإمارات لدى الكويت رحمة الزعابي، ورئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، ومدير المهرجان علي وحيدي.

العرض قدم سابقا في الكويت وتحديدا في الملتقى المسرحي الاول للراحل فؤاد الشطي الذي اقيم في ابريل الماضي، ولكن المختلف في هذه المرة هو استفادة مخرجه ابراهيم القحومي- نوعاً ما- من الملاحظات والاخطاء التي كانت في العرض السابق.

يدور نص المسرحية، الذي كتبه محمد سعيد الضنحاني، في إطار إنساني، حيث يتناول علاقة اجتماعية من خلال ثلاثة أفراد، زوجة بائسة تبحث عن أمل، وزوج مستسلم يبحث عن الحب والعاطفة، وأخ يبحث عن المال والجاه.

ويتناول العرض قضيتين اجتماعيتين هما صراع الإخوة، وزواج المراهقين، ففي صراع الزوج (حمد الضنحاني) والزوجة (عذاري) بعد الزواج التقليدي الذي ربطهما، بناء على رغبة أسرتيهما بتزويجهما وهما في سن مبكرة من عمرهما، يكتشف الاثنان عدة مشكلات اجتماعية تحيط بهما في الواقع الملموس، ليعيشا معا غريبين تحت سقف واحد، فالشاب تزوج فتاة من دون رغبته وظل بعيدا عنها لأسباب وهمية، بحجة أن والدته هي من اختارتها له، وبرر ابتعاده بحجة أنه يجمع ثروة في حين هو نفسه قام بالتزوير والنصب على أهله من أجل المادة، في الوقت نفسه ترك أخاه هو الآخر محبوسا ومتقوقعا في ثمالته، إلى درجة أنه أصبح يشعر بالقرف من رائحته، فلا هو اهتم بزوجته ولا أحسن صنعا بأخيه بسبب الماديات والسلوكيات غير السوية التي يمارسها، وعندما بدأ يفكر في طفل من زوجته كان الأوان قد فات.

أما الأخ (ابراهيم القحومي) الذي ينعزل عن شقيقه في مستودع بهدف المحافظة على ثروة والدهما، حتى ينفذ مخطط شقيقه، وينتهي المطاف به بإضاعة كل شيء بعدما تظهر الشمس وتنكشف الحقيقة حوله.

استخدم المخرج رؤية سوداوية على خشبة المسرح من خلال الإضاءة والإظلام المتعدد، جسدت كل حالة نفسية للشخصيات التي تحركت وفق نص حاكى قضية إنسانية، متمثلة في الزواج المبكر والمشكلات المترتبة عليه وعلاقة الإخوة الضائعة، حيث ذهب النص الى تعرية النفس البشرية وطغيان المادة عليها، والخروج من العاطفة بهدف تجميع الثروة.

استعان المخرج بإطارات السيارات القديمة الموجودة على جنبات المكان، كرمز عن حال الدنيا الذي يتراجع إلى الخلف تاركا وراءه علاقات أسرية مدمرة نتيجة أنانية البشر التي فرقت الإخوة والأزواج عن بعضهم البعض، إضافة إلى مؤثر نباح الكلاب، كل ذلك رسم صورة مهمة وواضحة عن العلاقات الاجتماعية التي وصلت إلى المستنقع.

على الجانب التمثيلي تفوق ابراهيم القحومي على نفسه في تجسيد شخصية الأخ «المهضوم حقه»، بالاضافة الى الممثلة عذاري التي استوعبت اخطاءها التي وقعت فيها بالعرض السابق، وجسدت شخصية المرأة بكل حالاتها بطريقة مقنعة للحضور ولكن مشكلتها في صوتها الذي لم يكن مسموعا في الصفوف الخلفية، وهذا الامر كان لا بد ان يلاحظه المخرج في البروفات، بينما الممثل حمد الضنحاني فكان عليه تخفيض الحدة في تقمص دور الأخ «النذل والاستغلالي» حتى لا يمل المتلقي من حواراته.

يذكر ان فريق عمل المسرحية يتكون من المخرج والممثل إبراهيم القحومي، حمد الضنحاني، عذاري، مانع خميس، وليد ربيع، علي خليل، علي إبراهيم المؤثرات الصوتية: أحمد عبدالله راشد «مؤثرات صوتية»، راشد عبدالله راشد «اضاءة»، أيمن الخديم «ازياء وديكور»، محمد راشد سريح «المكياج والاكسسوار».

 الحوطي: مؤلف «الليل نسي نفسه» لم ينصف المرأة

 بعد نهاية العرض الإماراتي «الليل نسي نفسه» عقدت الندوة التطبيقية الخاصة به في قاعة الندوات بمسرح الدسمة وتصدى لإدارتها الفنان القدير عبدالعزيز الحداد وعقبت عليها عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية أستاذ مشارك د.نرمين يوسف الحوطي وذلك بحضور مخرج العرض إبراهيم القحومي والممثل حمد الضنحاني وبحضور رئيس مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي عبدالله عبدالرسول ومدير المهرجان علي وحيدي.

د.نرمين الحوطي، كانت صريحة كعادتها وأرادت بآرائها الواضحة أن تضيء للشباب دربهم وأن تأخذ بأيديهم، مؤكدة على أن تجاربهم مطلوبة، وقالت: نعلم مسبقا أن الشباب يحتاجون لمزيد من التجارب والخبرة والعمق في الطرح، مشيرة إلى أن المخرج نجح منذ الوهلة الأولى في أن يدخلها مباشرة في العرض بحوار فردي لأحد الأبطال وتساؤلاته عن الليل والظلمة، منوهة بالاستخدام الجيد للإضاءة واستخدام الدوائر كإضاءة وديكور، فكانت كل حلقة تتراكم على الأخرى ما يعكس حالة التردي التي وصلنا إليها.

وتحدثت الأكاديمية الكويتية عن بعض مشاهد العرض، فقالت: الرمزية في استخدام اللونين الأحمر والأزرق في المشهد الرومانسي بين الزوج والزوجة لم تكن في محلها، ملمحة إلى أن الحوار في هذا المشهد المهم كان ضعيفا وخاليا من العاطفة، ونوهت بأداء الفنانة عذاري (الزوجة)، مع ضرورة أن تتدرب على مخارج الحروف وقوة الصوت، موجهة نقدا لأداء الزوج الذي وصفته بالمتشنج و«الأوفر».

وفي المقابل أشادت الحوطي باستخدام المخرج الفضاء المسرحي والسينوغرافيا، ولفتت إلى أن ملابس الزوجة الحمراء في مشهد الوداع تدل على الخطر وليس الإغراء، وعاتبت المؤلف بسبب عدم إنصافه المرأة، وقالت: المرأة ليست للبيت فقط

https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2017/10/19-10-2017/17.pdf

إقرأ أيضا