د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

إلا خمسة!

بقلم : نرمين الحوطي

سطور مقالتنا لا تمتّ بصلة لمسرحية «إلا خمسة» للمبدع عادل خيري، رحمه الله.. ولكن كلماتنا اليوم تسلط الضوء على مهرجان الكويت المسرحي الـ20... وتخص حروف مقالتنا اليوم عرضا واحدا فقط وهو «هاديس» للمسرح الكويتي والذي كنت معقبة عليه.. نقطة من أول سطر:

٭ جرت العادة عندما أتلقى دعوة للتعقيب بألا أقوم بقراءة النص المسرحي لأعطي لنفسي فرصة للتمتع بالفرجة إلى المسرحية، ولكن لا أعلم لماذا أتى لي هذا الهاجس بأن أقوم بالاطلاع على النص قبل الذهاب ومشاهدة العرض المسرحي؟ قد يجوز هذا الهاجس أتى لي من اسم المسرحية هاديس «إله العالم السفلي عند اليونان»! من المحتمل، ومن هذا وذاك بالفعل قمت بقراءة النص المرسل لي من إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإذا بي أجد نفسي أمام نص ضعيف لغويا وفكريا، نص لا يمتلك تيمة مسرحية غير موضوع واحد فقط لا غير «الزنا» عفوا قرائي الأعزاء ولكن تلك هي الحقيقة التي تمثلت على خشبة مهرجان الكويت المسرحي لدورته الـ 20.. ما استوقفني عند قراءته هو الدهشة من أنه كيف أجازت لجنة النصوص هذا النص للعرض؟ بل كيف لجنة مشاهدة عروض المهرجان وافقت على عرضه في مهرجان يحمل اسم الكويت؟ نقطة من أول السطر.

٭ لا أعلم الحيثيات التي حدثت قبل العرض وتأخيره أكثر من عشر دقائق، المهم أن العرض بدأ، بالفعل حدث تغيير في ترتيب المشاهد فقط، فما كان الأول أصبح في المنتصف وما كان في الأخير أصبح في البداية وبالرغم من هذا وذاك لم تتغير اللغة المسرحية ولم تترابط حبكتها وما تبقى لنا للمشاهدة «الزنا» عفوا للمرة المليون على هذا المصطلح ولكن تلك هي حقيقة «هاديس» التي جعلت المذنبين فقط هم من يقومون بتلك الخطيئة كما لو أنه لا توجد خطيئة غيرها ! نقطة من أول سطر.

٭ أتت الندوة التعقيبة، ويا ليتها لم تأت! شر البلية ما يضحك، أربعون عاما وأنا أعيش في أحضان المسرح لم أر أو أسمع بأن يمنح للمعقب خمس دقائق للتعقيب على ما شاهده من عرض مسرحي مدته أكثر من ستين دقيقة، عفوا لمن أعطاني ذلك الوقت ! في البدء قمتم بإهدار المال العام! فالمعقب يمنح مكافأة مادية من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فهل ما ستقومون بإعطائي من مكافأة مادية تعادل الزمن الذي منح لي من وقت التعقيب! والله حرام عليكم في إهدار فلوس الدولة! الله المستعان، بالرغم من «إلا خمسة» إلا أنني سجلت اعتراضي على العرض وعلى النص أيضا باسم ابنة الكويت وليس بأنني أكاديمية، فإنني ارفض «هاديس» بأن تعرض في مهرجان يحمل اسم دولتي الكويت، لأنه عرض لا يحمل قيمة فكرية، مشاهد لا تمت لتربتنا ولا لهويتنا بصلة، إقحام بعض الآيات القرآنية في موضوعات لا صلة بها، قد يكون العرض مميزا بأفكاره الليموناتية للدول الأجنبية، أما الكويت فأرفض لمجتمعنا أن يشاهد تلك الأفكار على خشبة مسارح الكويت. نقطة من أول سطر.

مسك الختام: الارتقاء بالذوق العام، والارتقاء بالمجتمع الكويتي، ذلك من أسس الثقافة التي وضعها سيدي حضرة صاحب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، عندما قام بتأسيس المعاهد الفنية والمسارح الأهلية وتأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون عندما كان في ذلك الوقت وزيرا للإعلام، تلك هي رسالتنا لمسؤولي الثقافة والفنون والآداب، بأن نكمل ما قام به والدنا أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في ثقافة الكويت لتصبح عروس الخليج، فلابد أن نرتقي بالذوق العام ونحمي أبناء الكويت من أفكار هدامة دسيسة على مجتمعاتنا، والله من وراء القصد.

https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2019/12/18-12-2019/13.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا