د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أحبب نفسك

بقلم : نرمين الحوطي

إن جلد الذات واستعذاب تأنيب النفس يعكر صفو روحك ويعكر مزاجك ويمنع عنك رؤية نفسك على حقيقتها، أعط لجسدك حقه واحترم كل جزء فيه، فإن جسدك هو الماكينة التي تعيش بها في هذه الحياة.


لا تقسُ عليه وتحمله أكثر من وسعه، فإذا احترمت جسدك فإنه في المقابل سيحترمك ويهب لنجدتك ويتحمل همومك المتنوعة وأمزجتك المتغيرة، دع جسدك يستريح من الضغط المسلط عليه من عقلك وأفكارك.

قرر رجل وبعد أن طال به المشي في الصحراء بلا انقطاع زيارة ناسك عاش على مقربة من أحد الأديرة.

فقال له: جئتك من بعيد لأتعلم منك الحكمة، فاصطحبه الناسك إلى بئر وطلب منه أن يتأمل انعكاس صورته في البئر وأطاعه الرجل، لكن الناسك أخذ يرمي الحصى في مياه البئر التي تماوجت صفحتها، فلاحظ الرجل ذلك.

وقال للناسك لا يسعني رؤية وجهي مادمت ترمي الحصى، فرد عليه الناسك ذلك أول باب من أبواب الحكمة:

أحبب نفسك، ولا ترم عليها بالحصى، فما دمت تفعل ذلك فمن الاستحالة رؤية الصفاء الذي يضيء جوانحك.

معنى أن تحب نفسك هو أن تخاف عليها من الزلل، وأن تسامحها إن أخطأت كي تنهض من جديد.

أن تحب نفسك هو أن تستوعب تقلباتها وأوجاعها، وتستمع بصبر لأنينها في أوقاتها الحزينة.

أن تحب نفسك هو أن تعلمها فعل الخير، ولا ترضى لها إلا العلى والأهداف الرفيعة.

دخل مريض على أحد الأطباء واشتكي له من آلام عديدة تنتابه كل ليلة، وتأتيه تلك الآلام عندما يضغط بإصبعه على جسده، فأجرى عليه الطبيب كل الفحوصات اللازمة ولكنه لم يقف على علته ولم يعرف سبب مرضه، ولكنه انتبه إلى جسم المريض وتمعن به جيدا فوجد أن العلة في أصبعه وليس في جسده، وأن آلام جسده كلها نابعة من أصبعه تلك التي يضغط بها بنفسه على أنحاء جسده.

٭ شمعة: سأجعل نفسي تعبر عن روح سعيدة متوهجة تحب الحياة.

سأسعى كي أشعل في داخل جسدي الحيوية والحماس عند هؤلاء الآخرين، وسيؤثر ذلك على روحي فتظهر عليها سمات الفرح والتوهج.. إن لغة الجسد هي الحاسمة في التأثير على الآخرين فقد تجعلهم يؤمنون بك أو يرفضونك أو يحبونك أو يتجنبونك.

إن حركات جسدك تعبر عن روحك وأسلوبك وشخصيتك وموقفك من الحياة. (بقلم: مهدي الموسوي).

٭ مسك الختام: مقالتنا اليوم كانت سطورها شمعة من إحدى الشمعات المقتبسة من كتاب الرقص مع الحياة للكاتب مهدي الموسوي، وهو كتاب يطرح قضية مهمة وهي «الإنسان»، لم يعط نصائح من خلال سطوره بل أعطى العديد والكثير من القضايا التي عاشها واحتك احتكاكا مباشرا مع أبطال قصصها ليخرج لنا بـ 56 شمعة تنير للإنسان الكثير من عتمة الحياة.

وندرك بعد قراءتنا كيف نراقص الحياة.. حقا كتاب يستحق القراءة.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com
 
 
 https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2020/11/18-11-2020/15.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا