د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أحد ما يعرف ميدان العتبة يا أحمد؟!


أصبح مساء الاثنين من كل أسبوع موعدا محددا لمجموعة محددة من أصدقاء بومبارك للالتقاء والتحاور في العديد من أمور الحياة فتارة عن الوضع السياسي وتارة أخرى يأخذنا الحوار للثقافة، أما الاثنين الماضي فكان نصيب الأسد في التحاور«التاريخ والداخلية»، بدأ النقاش عندما سأل«بومبارك» بسؤال ليفتتح به الحوار للجميع «كعادته الله لا يقطعها عادة» على القوانين والقرارات الجديدة الخاصة بالمركبات وقائديها أيضا وكعادته يطرح السؤال ويقول: أبي أسمع صوتكم يا شباب؟

البعض كان مؤيدا والآخر كان معترضا أما أنا فالتزمت الصمت، وإذا به يقول: الله لا يحرمني من صوتك يا دكتورة عسى ما شر للحين مصدومة بوجودي؟ فأجبت: لا والله يا غالي بس منتظرة أسمع جميع الأطراف لأنى عند قصة لكم وبالأخص للأستاذ أحمد الذي يعمل في الداخلية «معلومة بأنني قمت بالاستئذان بكتابة اسمه وابدى الموافقة» وإذا بومبارك يقاطعني ويقول: وما قصة شهرزاد لنا اليوم؟ بدأت الحديث بابتسامة تحملها الكثير من الخجل وقلت: عندما كنت في القاهرة منذ عام 1997 إلى 2004 لاستكمال شهادة الماجستير والدكتوراة كنت من رواد سور الأزبيكية وهو لا يعرفه إلا عشاق القراءة لأن من وقت لآخر يباع فيه بعض الكتب النادرة وبجانب ذلك السور يوجد المسرح القومي ومسرح الطليعة ومسرح العرائس أيضا وبالوجه الميدان نجد درب البرابرة الذي تباع فيه جميع مستلزمات الأفراح والمواليد الجديدة ومنه يتفرع شارع عبدالعزيز الذي تباع فيه الأدوات الكهربائية مقابله شارع محمد علي لأهل الغناء والعزف والطرب، أما الجانب الموازي لشارع عبدالعزيز فنجد الموسكي وما أدراك ما الموسكي سوق شعبي تباع فيه جميع مستلزمات العائلة الشخصية والمنزلية وإذا أكملت لآخر الشارع تجد نفسك في حي الحسين، وفي منتصف طريقك للحسين سلام الله عليه يوجد مسجد الكخيا وهو مسجد أثري كما لا أنسى حمام الثلاثاء مثل حمام السوق عندنا وخلفه ميدان الأوبرا وبجانب هذا كله تواجد المركز الرئيسي لهيئة البريد المصرية، ولا ننسى أيضا تواجد أقدم مركز إطفاء إذا هي منطقة متكسدة ومزدحمة على مدار 24 ساعة ومن شدة الازدحام لا توجد أمكنة لوقوف المركبات فلكم أن تتخيلوا مدى الزحمة وتكدس البشر سيرا على الأقدام بين المركبات مشهد من الصعب تصويره وتجسيده وبرغم من هذا قامت مؤسسات الدولة والهيئات الحكومية المصرية بالاجتماع والإجماع بحتمية بناء مبنى لمواقف المركبات وبالفعل أخذوا من حديقة قديمة في تلك المنطقة وأقاموا عليها مبنى يحمل العديد من الأدوار ليستحمل الكثير من مركبات الجمهور لهذا المكان، وبالفعل انتهى المبنى وقمت بزيارته ووضع مركبتي أيضا به وكانت نتيجة بنائه ان خف الازدحام واستطاع الناس أن يسيروا بأريحية نوعا ما على أقدامهم في شوارع المنطقة، وبعد توافر المكان أصدرت القوانين التي تجرم قائدي المركبات إذا تجاوزوا وكسروا القوانين الموضوعة من وزراة الداخلية ومن أهمها عدم الوقوف صف ثان أو الصعود على الأرصفة.

وفجأة وجدت أحمد يقول لي: عفوا أستاذة أنا من رواد مصر بس عمري ما سمعت عن شيء اسمه ميدان العتبة؟ وهنا أجبته بوعد مني عندما نتصادف في القاهرة سوف آخذه لزيارة تلك الأمكنة لأنها جزء من تراث القاهرة الجديدة، ومن ثم أكملت حديثي الذي قاطعه أحمد وقلت: نكمل من حيث انتهيت بأن من يضعون القوانين والقرارات لا بد ان يوفروا للمواطنين أمكنة لوضع مركباتهم أولا ومن ثم لا بد من تصليح الشوارع يعني لا نستطيع أن نقوم بالمشي على أرصفة متكسرة تملؤها الأتربة! بمعنى أن قبل صدور أي قرار أو قانون لا بد من وجود دراسة شاملة له لسد جميع الثغرات والتسهيل على المواطن ومن ثم تطبيق القانون، فعلى سبيل المثال مستشفى الأميرى ووزارة التعليم ولن أكثر في الحوار لأنها تعد مأساة الجمهور.

* مسك الختام: لا بد على كل إنسان متحضر أن يحترم القانون ولكن وجب على القانون ان يحترم آدميتنا أيضا ويراعي الأجواء الطقسية ودرجات الحرارة أيضا، فكما تطلب مني أن احترم وأنفذ القانون وفر لي ما يجعلني أطبق قراراتك ولوائحك.

 Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا