د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

رسالة اعتذار


قد تكون كلماتنا اليوم تخص فردا واحدا، لكن سطورها تحمل كل معاني الاعتذار له أمام العديد ممن قرأ منذ عام رثائي بفقدان أستاذي «بومبارك».

حروفنا اليوم لم تستمد من الخيال بل هي الواقع، منذ عام قمت بكتابة رثاء لأستاذي بعدما وصل لي خبر وفاته «اسم الله عليه» وبالأمس القريب علمت أن ما وصلني من خبر منذ عام ما هو إلا تشابه أسماء، من الممكن لمن يقرأ مقالي اليوم يظن أن ذلك سيناريو لمسلسل تلفزيوني أو سطور لرواية جديدة، ولكن ما أكتبه اليوم هو الحقيقة ما بين الأمس واليوم والغد.

في مساء السبت كنت أقرأ كعادتي وإذا برسالة تأتى لي عن طريق المسچ، في البدء لم أهتم للنظر لها، لأن من المتوقع أن يكون إعلانا أو ما يشابهه، ونسيت أن الوحيد الذي كان يبعث لي رسائل عن طريق «المسچات» هو أبو مبارك لأنه يرفض استخدام التكنولوجيا «الواتساب»، فترة قصيرة وقمت بالاطلاع على الرسالة وإذا بها مرسلة من رقم أستاذي، وهنا لا أعلم ما هو الشعور الذي أصابني فقمت بقراءة الرسالة التي تقول: «منتظركم مساء الاثنين في منزلي»، وهنا لا شعوريا قمت بالاتصال دون أن أنظر للوقت إذا كان متأخرا يسمح لي بالاتصال، الوقت والتاريخ والزمن توقف لمدة دقائق إلى أن سمعت نبرة صوته وهو يقول: مساء الخير. نعم ذلك صوته وتلك هي تحيته.

فأجبت: عفوا منو معاي؟ وكان الرد: إنت إللي متصلة مو عارفة منو معاج؟ ولا نسيتي أستاذج؟ على العموم أنا شرهان عليج وايد بس مو وقته لما أشوفك!.

صمتّ كما لو أنني فقدت النطق والسمع ولم أجب إلا بجملة واحدة: الحمد لله إنك بخير، الاثنين أنا عندك.

انتظرت يوم الاثنين بفارغ الصبر ولم أحدث أحدا من أصدقائنا لكي لا أزيد الكلام أكثر مما فعلت، ذهبت إلى المنزل وإذا بي أرى إنارته ترجع مرة أخرى نعم هو بيت أستاذي الذي كان من فترة مهجورا مظلم اواليوم أشعر بأنه ليس فقط المنزل، بل المنطقة بأكملها مضيئة مبتهجة بعودة «بومبارك».

بعد السلام والتحية نظر لي وضحك وقال: موتيني! وهنا لم أمتلك إلا أن أخفضت وجهي للأرض من الحرج وقبل أن أجاوبه، قال: الغلط مو عليكم الغلط علي أنا سافرت للعلاج مع ولدي وما قلت لكم وأنتم عارفين أشلون كنت تعبان، وللأسف ما قلت لابني بأن يتواصل معاكم ويطمنكم علي، مع العلم بأن الكثير من الأقارب اتصلوا على ولدي يوم وفاة ولد عم أبوي للاطمئنان ومعرفة من هو المتوفى وللأسف ما نزل نعي للتوضيح ولا شيء، معذورة يا غالية على ما كتبتيه ومعلومة أنا ما قرأت مقالتك إلا بعد عودتي عندما أحضروا لي الجرايد التي لم أقرأها وإلا الأخت قالبتها دراما إشفيج ساكته. فأجبت: حمدا لله على سلامتك ونورت الكويت يا بومبارك.

مسك الختام: حمدا لله على السلامة...نورت الكويت.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا