الله يرحمك... يا بوفرح
هو المرحوم الأستاذ عبدالعزيز سعود العبدالرزاق، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، لن تخوض كلماتنا في نشأته أو علمه أو مكانته لأن الكويت وأهلها يعرفون من هو «بوفرح»، رحمه الله، ولكن اليوم كلمات وسطور مقالتنا تسلط الضوء على البروتوكول وعندما نتحدث عن تلك المدرسة التي تفتقدها الأغلبية من مجتمعنا في هذا الوقت وجب علينا أن نذكر المعلم الأول وأجزم الأخير في الكويت العم «بوفرح»، رحمه الله.
نعم فهو أول من وضع أسس تلك المدرسة «البروتوكول»، فمنذ أن عمل في الديوان الأميري عام 1965م سلطت عليه الإضاءات لالتزامه بالعمل ودقته في كل معلومة وحرصه في كل موقف وحركة يقوم بها أبناء إدارته، كان معلما من الدرجة الأولى برغم صمته إلا أنه لم يبخل علينا ببحر معلوماته والدفع بنا للتطوير من أنفسنا كان يمد لنا يد المساعدة والعون لتطوير أنفسنا الأول لكي نقدر على تطوير العمل الذي نقوم به، كان دقيقا وشديد الملاحظة في كل شيء مما جعله بالأمس واليوم وغدا نبراسا لكل من يريد أن يتعلم من تلك المدرسة التي تحمل الكثير من المفاهيم التي أصبحنا نفقدها اليوم.
«بوفرح» حالفني الحظ وعملت في إدارته وتحت مظلته إدارة المراسم والتشريفات الأميرية في الديوان الأميري عام 1993 لمدة عامين تعلمت منه الكثير في فنية التعامل وكيفية الارتقاء بذاتي قبل أن أرتقي بعملي وتعالمي، من أهم ما غرسه فينا هو «إذا الإنسان لم يرتق بنفسه ويطور من ذاته فلن يستطيع أن يرتقي ويطور من مجتمعه» وها نحن اليوم يصعب على الكثير أن يرتقي ويطور من مجتمعه لأنه لم يرتق بشخصه وتلك هي قضيتنا بأن أصبح العديد لا يمتلك مبادئ وفنية التعامل مع الآخرين ومع ذاته.
البرتوكول هو عبارة عن مجموعة من القواعد أو التوجيهات والتي تكون في أغلب الأحيان شفهية غير مكتوبة، فالبروتوكولات تحدد السلوك السليم أو المتعارف على قبوله فيما يتعلق بأصول الديبلوماسية وشؤون الدولة وبرغم، من هذا التحديد إلا أن «بوفرح»، رحمه الله غرسه في سلوكنا لكي نسلكه دوما في حياتنا اليومية لنصبح على مدار اليوم نتعامل وفق قواعد وأسس تجعل من مجتمعنا مجتمعا راقيا، ونقضي على لغة الصراخ التي انتشرت، حتى أن هناك من يخاطب المرأة كما لو أنها رجل وليست بأنثي، جب عند مخاطبتها بأن ترتقي وتنتقي الكلمات والمفردات عند محاورتها، بس ما أقول إلا الله يرحمك.. يا بوفرح.
٭ مسك الختام: من المبادئ والمفاهيم التي كان يحرص بوفرح على أن نتعامل بها ليس فقط في العمل بل وفي حياتنا اليومية: خدمة الكويت هي رسالتنا الأولى والأخيرة.. متى تتحدث وإلى من؟ لمن تسمع؟ وماذا تسمع؟ طور نفسك بالقراءة والعلم.. لا تجب إلا بعد جمع الحقائق والمعلومات ومن ثم باستطاعتك الإجابة لمن سألك.. لا بد أن تمتلك لغة أخرى بجانب اللغة العربية.. احترام الوقت.. اسمع لأهل الخبرة وأهل العلم وتعلم منهم.
موسوعة يصعب أن تكتب في سطور قليلة لشخص مثل عبدالعزيز سعود العبدالرزاق، رحمه الله، إحدى منارات الكويت ونخص الديوان الأميري.
Nermin-alhoti@hotmail.com
إقرأ أيضا