د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

مشاركات تربوية

أثناء مراجعتي لأحد المستشفيات الحكومية كان لي حوار تربوي وليس طبيّا مع أحد المسؤولين بالمستشفى، ولكم القصة بأكملها وننتظر من المسؤولين الحل التربوي:

في صباح يوم الاثنين اتجهت لأحد المستشفيات للقيام بأشعة على قدمي، وأثناء انتظاري للنتيجة جلست مع إحدى المسؤولات وأثناء تبادل الحوار معها سألتها عن عدد أبنائها وكيفية التنسيق بين عملها وتربيتهم، فكانت إجابتها بأنها لديها أربعة أبناء، أما بالنسبة لتربيتهم وتدريسهم فجميعهم لا تجد مشاكل أو صعوبة لأنهم في المرحلة الثانوية والمتوسطة ولكن مشكلتها تكمن في الابن الأصغر وهو في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية، فأغلبية الوقت تقوم بتدريسه بل في بعض الأوقات يأخذ الوقت بأكمله، وهنا اندهشت لما تسرده فقلت لها عفوا: حضرتك تقصدين الأكبر طبعا؟ فقالت لي: لا، أنا أعني الأصغر. فسألتها: عفوا أليس بشيء غريب أن طفلا في المرحلة الأولى الابتدائية يستحوذ جميع وقتك لتدريسه؟ ليش أهم؟ شنو يعطونه؟!

فضحكت المسؤولة وقالت ليس بما يؤخذ ولكن بما يطلب منه، ألم تسمعي من قبل عن شيء يسمى «المشاركات»؟ فقلت: لا والله وما هي المشاركات؟ فأجابت: المشاركة في البدء تطلب في كل مادة تدرس للطالب في المرحلة الابتدائية وتبدأ من المرحلة الأولى لأطفال ليس لديهم أي معلومة أو دراية فيما يطلب منهم وعند السؤال للمدرسين لماذا؟

يكون الرد: نحن نقوم بغرس تلك المفاهيم التربوية في نفسية الطالب منذ المرحلة الأولى ليستفيد منها وقت الجامعة، ذلك هو المبدأ وتلك هي التجربة عندما يطلب من الطالب القيام بما يسمى «المشاركة» علما أن كل مادة لها خاصيتها ومشاركتها بمفردها وكل مادة لا تقتصر على مشاركة واحدة بل أربع مشاركات ما عدا مادة التربية الإسلامية فتقتصر على مشاركتين، تلك المشاركة المفترض أن تكون عملا طلابيا ولكن هو بالأساس عمل أولياء الأمور، ومن يمتلك الوفير من المال يقدم عملا تقوم به مكاتب الطالب، تلك المشاركة على سبيل المثال للتوضيح بمادة اللغة العربية مثلا عندما يعطى للطالب كلمة «أنا» يطلب منه عمل لوحة حائط تحتوي على عدة الصور يطلق عليها كلمة «أنا»، يأتي ابني فأقوم بتدريسه من واجبات وبعدها انظر ما هو المطلوب من مشاركات وأقوم بكتابة الاحتياجات لها وأذهب للمكتبة اشترى الطلبات ومن ثم أرجع المنزل فيكون حان وقت النوم لولدي، فأجلس بعمل المشاركة بمفردي وإنهائها لأن في الصباح لابد أن يقدمها لمدرسته، وهذا هو الحال والسؤال مني لك لتقومي بطرحه في مقالتك على المسؤولين في «التربية»: أليس من الأفضل أن يقام ذلك العمل أثناء الدراسة فالمشاركة تعني مشاركة الطلاب مع بعضهم ومن خلال مشاركتهم يقوم المدرس بشرح الكلمة من خلال العمل، ذلك ما تعلمناه في السابق، أما اليوم أصبحت المشاركة ما هي إلا إرهاق لأولياء الأمور ماديا ومعنويا دون فائدة تربوية تعود على الطالب.

مسك الختام: ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعلت المشاركات بي.. وإليكم الرأي يا أهل التربية والتعليم.

Nermin-alhoti@hotmail.com

التعليق

x

إقرأ أيضا