د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

علامة تعجب (!)

بقلم : نرمين الحوطي

تعجبت للعديد من النقاد الذين قاموا بالنقد السلبي أو بمعنى أصح «النقد الشخصي» لفيلم «أصحاب.. ولا أعز»!، ولن نخوض فيما كُتب من البعض! لأن الفيلم حاكى الكثير من الإرهاصات النفسية، وكشف للمشاهد العديد من القضايا الإنسانية التي لا يستطيع الإنسان كشفها أمام الآخر، كل تلك المعالجات النفسية والإنسانية حيكت من خلال رؤية إخراجية وفكرة سينمائية جريئة من الممكن أنها نالت إعجاب البعض ورفضها البعض الآخر، ومع هذا وذاك تبقى لنا علامة تعجب! لبعض الأقلام النقدية وبعض السطور التي كتبت من البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونوجه علامة تعجب لهم ونسأل: أين نقدكم عن فيلم «من أجل زيكو»؟!

وبعيدا عن النجاح الجماهيري الذي لاقاه «من أجل زيكو» إلا أن ذلك النجاح اعتمد على الأغنية التي غنيت في نهاية الفيلم، أما عناصر الفيلم فلم أجد بها أيا من عوامل النجاح أو التميز!

نعم تلك هي الحقيقة، ولن أخوض في التحليل النقدي السينمائي لعناصر الفيلم «من أجل زيكو» ولكن! كلماتنا اليوم تتناول أهم عنصر بني عليه الفيلم وهو الفكرة «العمود الفقري» لأي فيلم ناجح له قضية، ولكن للأسف أن ما طرحه الفيلم من قضية ما هو إلا علامة تعجب!

«العلم والتعليم والتميز» يقتصر على الأغنياء فقط! تلك هي قضية الفيلم، وما يريد المؤلف أن يغرسه في المتلقي من خلال عرضه لحياة طفل ينتمي لأسرة معدمة مكونة من أم لا تقرأ ولكنها تعمل بالطهي للبيوت الأخرى، وأب يعمل على مركبة الموتى، وجد يعاني من «الزهايمر»، وعم عاطل ومدمن، يصل خبر بأن الطفل «زيكو» اختير لأن يكون أحد الأطفال النابغين والمتسابقين في مسابقة أذكى طفل على مستوى جمهورية مصر العربية، ومن خلال رحلة ومعاناة الأسرة ليصلوا إلى الحفل المقام بمناسبة المسابقة يكتشف القائمون على المسابقة أنهم أرسلوا الخطاب بالخطأ، ويرفضون في بادئ الأمر بدخول الطفل لأن الأطفال المتسابقين الآخرين جميعهم من مدارس أجنبية وجميعهم ينتمون للطبقة المخملية، وبعد توسل الأم والأب للمنظمين لدخول الطفل يسمح له بدخول المسابقة، وتكون النتيجة أن الطفل لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة المطروحة، والقادرون فقط هم أطفال «الناس اللي من فوق»! وينتهي الفيلم بالطلب من الطفل الغناء ويؤدي الأغنية التي شهرت فيلم «من أجل زيكو»!

ذلك مختصر الفيلم وتلك هي الفكرة المراد طرحها والتي يريد المؤلف غرسها في مجتمعنا بأن «التعليم والعلم والتميز» أصبحت مقتصرة على الأغنياء فقط!، وأن النابغين هم فقط الذين ينتمون للمدارس الأجنبية والخاصة.. علامة تعجب!

واعتقد أن بعض القائمين على صناعة فيلم «من أجل زيكو» لم يقرأوا التاريخ! وأخص أغلبية رموز التاريخ العربي المشرف! فكم من قدوة تاريخية في العديد من المجالات العلمية والأدبية والفكرية والسياسية وغيرها من مجالات صارعوا وثابروا في حياتهم إلى أن أصبحوا رموزا وصروحا في مجالاتهم، بل كان ومازال بعضهم ينتمي لأسر فقيرة، والبعض الآخر كان أولياء أمورهم أميين.. علامة تعجب!

مسك الختام: مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة!

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2022/02/02-02-2022/18.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا