د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

يم.. يم

بقلم : نرمين الحوطي

الحبكة التي قام عليها الصراع الدرامي في مسرحية «سوبر ماركت»، «يم يم» هي الأمنية التي بنيت عليها أحداث المسرحية من خلال التساؤل المطروح عبر الحوار المسرحي: متى سوف يكون مجتمعنا «يم يم»؟ بمعنى متى سوف يتلاحم المجتمع؟ فـ«يم يم» معناها: الكل بجانب الآخر أو بمعنى أصح الكل للفرد والفرد للجميع.

«سوبر ماركت» قام بتأليفها وإخراجها عبدالله البدر الذي قام بتأليف مسرحيته من قانون الكوميديا السوداء «شر البلية ما يضحك»، مع دخول لبعض الحوارات للمذهب الرمزية ومثل ما قالوا: اللبيب بالإشارة يفهم، لن أقوم بالتفكيك والتحليل للعناصر المسرحية وسرد قصتها لأن المسرحية تستحق أن تشاهدها لما تحمله من إسقاطات سياسية واجتماعية واقتصادية والكثير والعديد من مشاكل مجتمعنا في إطار كوميدي ويبقى لدينا «يم.. يم».

«سوبر ماركت» حملت قضية من ضمن القضايا المطروحة في المسرحية «التلاحم الاجتماعي» يم.. يم تلك النقطة التي لعب عليها المؤلف والمخرج ومهندس الديكور وحوار الممثلين من خلال تكرارها في حواراتهم بكلمة «يم.. يم» بجانب الديكور الذي جمع الكثير من أنواع السلع سواء كانت محلية أو المستوردة الجميع متعايش «يم.. يم» في مجتمعه «سوبر ماركت» رسالة سياسية اجتماعية سلط الضوء عليها بطريقة رمزية ولعب الديكور والمخرج والممثل بالتوظيف المسرحي الصحيح لتوصيل الرسالة للمشاهد بإبداع متميز في العناصر المسرحية بأكملها.. Chapeau.

«سوبر ماركت» أعادتنا للماضي الجميل، فقد تجسدت روحا عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي ـ رحمهما الله ـ بإبداعاتهما الكوميدية والإسقاطات السياسية في أداء كل من فهد البناي ومحمد الرمضان، فعندما كنت أتابع أحداث المسرحية وبالأخص المشاهد التي تجمع ما بين البناي والرمضان لا أعلم لماذا كنت أتذكر على الفور المسرحيات التي كانت تجمع ما بين العملاقين عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي ـ رحمهما الله ـ بالفعل «فهد البناي ومحمد رمضان» ثنائي مالهم حل سواء على صعيد الأداء التمثيلي المتميز والكوميديا الحوارية والارتجالية الموظفة بالتوظيف الصحيح لخدمة النص وإبراز قضايا «سوبر ماركت».

مسك الختام:

٭ رسالة لجميع طاقم عمل «سوبر ماركت».. أمتعتونا بما قدمتم من عرض مسرحي متميز برغم مما تحمله المسرحية من قضايا مؤلمة إلا أنكم قمتم بتوليفها في إطار كوميدي لتوصيل الرسالة دون ألم للمشاهد.

٭ موليير.. وأعنيها يا البلام حان الوقت بأن أقوم بتشبيهك بموليير الخليج لما تقوم به من عمل سواء على صعيد الإنتاج والأداء التمثيلي، أجمل ما في مسرحك أنه يقوم على الكل وليس على الفرد، وهذا ما جعل مسرحيات موليير إلى الآن متعايشة مع مجتمعنا، وهذا هو منطق حسن البلام في مسرحه.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com
 
 
 https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2022/06/22-06-2022/16.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا