د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

حان الوقت للتغيير

منذ أعوام، وهذه الظاهرة تطفو على السطح حتى أصبحت في يومنا هذا ليست فقط بظاهرة بل كارثة أو معضلة في مجتمعنا! والأسباب واضحة كوضوح الشمس، لكن للأسف دور الرقابة متغافل عنها!


بالأمس البعيد عندما كنا نسمع عن بعض الشهادات العلمية يقوم جهاز ديوان الخدمة المدنية بتوظيف أصحابها في إحدى الوظائف البعيدة عن تخصصه، لكن القبول والصمت على ذلك الخطأ جعل ما كان بالأمس ظاهرة أصبح في يومنا هذا كارثة علمية وعملية في مجتمعنا المدني! وإليكم إحدى المآسي لذلك الجهاز:

في بداية الأسبوع قابلت مجموعة من طلابي الذين تخرجوا «منهم قديمو التخرج وآخرون تخرجوا قريبا»، بعد السلام والتحية والأشواق وذكريات أيام الدراسة معهم، قمت بالسؤال عن أوضاعهم الآن وكيف هي حياتهم العملية، وكانت المفاجأة عندما وجدت العديد منهم يعملون بوزارة الأوقاف! فسألتهم: عفوا، خريجو قسم النقد والأدب المسرحي شنو شغلتكم بوزارة الأوقاف؟ فقامت إحدهن بالإجابة: إحنا نقوم بعمل دورات وندوات لوزارة التربية! بدهشة قلت: حبيبتي الأوقاف ولا التربية؟ فأجابت: لا دكتورة وزارة الأوقاف فيها قسم مسؤول عن دورات وندوات لوزارة التربية حتى إجازاتنا كانت قبل مربوطة مع إجازات المدارس في وزارة التربية، بس الحين غيروا السيستم وأصبحت إجازاتنا مثلها مثل موظفي الدولة.

فقمت بالسؤال: وشنو إن شاء الله نوعية ندواتكم ودوراتكم شي يخص المسرح؟ فأجابت: لا دكتورة ما لنا شغل في المسرح! ندواتنا ودوراتنا عن التنمر والحالات الاجتماعية ووايد أشياء تخص علم النفس. وهنا انتهي اللقاء وشمس الأمل للثقافة والمسرح غابت عن عروس الخليج.

السؤال الذي يطرح نفسه لهذا الصرح وذلك الجهاز المسؤول عن إيجاد الفرص للعمل لأبنائنا الخريجين وفق تخصصاتهم ورغباتهم وفق ما نص عليه «الدستور»: أين دراساتكم وخططكم بما يحتاجه سوق العمل الوظيفي؟ في الماضي البعيد كنا نقرأ ونسمع عن أن بعض الأقسام العلمية والأدبية سواء في الجامعة أو المعاهد التطبيقية أغلقت بأمر من ديوان الخدمة والسبب أنه يوجد تكدس في هذا التخصص وخوفا في المستقبل بألا يوجد عمل لهم وعليه تم إغلاق تلك الأقسام لحين الاحتياج، تلك كانت سياسة ذلك الجهاز بأنه على الدوم يقوم بالدراسة لوضع العمل في الكويت وطلب الوزارات واحتياجها بل كانت تلك الدراسات والخطط تثمر فتح أبواب جديدة لتخصصات جديدة سواء على الصعيد العلمي أو الأدبي، ولكن ما يحدث اليوم ولا أقصد فقط خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بل على المستوى العام من الخريجين، يعتبر أضحوكة مدنية لا تمت لما تنص عليه مادة (41) من دستور الكويت.

مسك الختام: أيام قليلة ويهل علينا عام هجري جديد، نسأل الله أن يكون عام خير وحب وسلام على الأمة الإسلامية والعالم بأكمله، كل عام والأمة الإسلامية بخير.


Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2022/07/28-07-2022/09.pdf

التعليق

x

إقرأ أيضا