بقلم : نرمين الحوطي
مقالنا اليوم فكرته مستمدة من قصة الكاتب إحسان عبدالقدوس، رحمه الله، والتي جُسدت أحداثها من خلال الفيلم الشهير المعروف «أنا لا أكذب.. ولكني أتجمل» والذي قام ببطولته المبدع أحمد زكي، رحمه الله، وأخرجه إبراهيم الشقنقيري، رحمه الله، ولكن! تلك هي إضاءتنا:
بالأمس عندما قام المبدع الكاتب إحسان عبد القدوس، رحمه الله، بكتابة قصته كان يحاكي من خلال بطلها الشخوص التي تقوم بالكذب للتحسين من وضعهم الاجتماعي، وكان الكذب في ذلك الوقت يقتصر على التباهي بالمظهر الخارجي أو الانتساب لأسرة عريقة وهو لا يمت لهم بصلة أو بالذكر، أو بالسكن في منطقة راقية وهو يسكن في منزل متواضع في منطقة متواضعة.
كانت الأكاذيب في ذلك الوقت بسيطة ومن أجل المظهر الاجتماعي وتحسين وضعه وصورته بين المجتمع، وكان القصد من تلك الأكاذيب الاستطاعة بمعايشة الوسط المحيط به، وأن ينظر له بصورة جميلة، ذلك كان بالأمس، أما اليوم فأصبح الكذب له صورة أخرى ومكاسب أخطر، وتلك هي فكرة مقالنا التي تستمد أحداثها من قصة «أنا لا أكذب.. ولكني أتجمل».
في أحد الأيام كنت أتصفح بعض المواقع الإلكترونية فوجدت «الكارثة»، وهي أن بعض الشخوص قاموا بالانتساب للكويت وهم ليسوا بذلك! تلك هي الكذبة التي كذبوها لدرجة أن المجتمع الكويتي والعربي قاموا بتصديقها، تلك الشخوص اتبعوا نظرية: «اكذب.. اكذب.. إلى أن يصدقك الآخرون» ومن أجل ماذا؟ ليس الجمال ولا لأنهم يتجملون! بل من أجل المكاسب المادية! يسأل البعض: كيف؟ نعم، فعندما يقوم الكثير من الخارج بالتصفح كما قمت به وتصفحت عن تلك الشخوص ويجدون أن تلك الأسماء منتسبون للكويت وهم لا يعلمون حقيقتهم، كما أعلمها ويعلمها الكثيرون غيري، يقوم مسؤولون في بعض الدول بدعوتهم للمؤتمرات والمهرجانات دون السؤال «عن مصداقية الجنسية»، وتتم الدعوة «بأنه ممثل الكويت»، وهنا تكمن الخطورة: من هو ليمثل الكويت؟ وماذا يحمل من أجندات؟ من يمثل الكويت وهو لا يمتلك الصفة الرسمية للكويت؟ ولماذا هذا؟ هل للتجمل؟ للأسف لا، بل من أجل الظهور والتكسب المادي باسم عروس الخليج.
٭ مسك الختام: رسالة لمكافحة الجرائم الإلكترونية وللجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية ووزارة الخارجية: حان الوقت بأن يصدر قرار في تلك الظاهرة لكيلا تتفشى في المستقبل وتصبح قضية.. ولكم الأمر، والله من وراء القصد.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2022/08/25-08-2022/09.pdf