د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

أزمة كراسي

بقلم : نرمين الحوطي

مع قرب استقبال العام الدراسي 2022/2023 فوجئنا بخبر في إحدى الصحف المحلية تحت عنوان: «85 ألف طلب صرف بدل أثاث تالف لـ.... المدارس»!.


هذا الموضوع ليس بقديم، بل كتب في بداية هذا الأسبوع وتناول الموضوع العديد من الحيثيات والنقاط وسلط الإضاءة على أسباب التلفيات والنقصان والعجز التي أدت إلى عدم جاهزية بعض المدارس لعامها الدراسي الجديد 2022/2023.

وإليكم بعض هذه الأسباب مع تساؤلاتنا إلى من يمتلكون زمام الأمور في مدارسنا وأصحاب القرار في وزارة التربية:

٭ 2020 أثناء وقت أزمة كورونا تم استخدم بعض المدارس كإيواء أو مخازن، مما أدى إلى تلف الكثير من الأثاث والمباني، كما ذكر في إحدى الصحف!

إذا افترضنا هذا الشيء صحيحا وقمنا بالبحث على أرض الواقع لنسأل من يمتلكون القرار: عام كامل انتهت جائحة كورونا أين كنتم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تسلمتم تلك المدارس من الهيئات أو الوزارات الأخرى وهي متهالكة ومتلفة؟ ألم يكن من المفترض على من كان يستخدمها أن يقوم بإصلاحها قبل التسليم؟ والموضوع الأهم وينكم سنة كاملة؟ بس فهمونا الموضوع عندكم آلية شلون!

٭ عندما قرأت موضوع «85 ألف طلب صرف بدل أثاث تالف... المدارس»، تذكرت عندما كنت رئيسة قسم وقمنا كمجلس إدارة بالاجتماع مع الرئيس الأعلى للمعهد العالي للفنون المسرحية وكان في ذلك الوقت الوزيرة السابقة الأستاذة نورية الصبيح «ربي يعطيها طولة العمر والصحة»، وكان أحد محاور النقاش طلب أثاث وعمل بعض الصيانة وترميم بعض أجزاء المعهد.

أتذكر هذا الموقف لأن الوزيرة الصبيح أثارت نقطة مهمة والتي نعاني منها في جميع المباني التي تحت مظلة التعليم والتربية وهو: «انتم كل سنة تطلبون ترميما وأثاثا جديدا ومكيفات جديدة أنا مستغربة! ليش؟»

فأجابها العميد في ذلك الوقت: حضرتك عارفة الطلبة وإهمالهم وتكسيرهم وإتلافهم لبعض الأشياء. فردت: «ليش أهم طلبة ولا شنو بالضبط؟». ومن هنا يأتي الاستفسار: بالفعل ليش كل عام أثاث جديد وترميمات ومكيفات جديدة! أولا هذا عبء على الدولة بالشراء والتصليح والترميم كل عام في وسط تلك الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم بأكمله، ثانيا وهو الأهم: أين دور الرقابة في هذا الإتلاف؟ بل أين دور التربية وغرس القيم ومنها المحافظة على المال العام في نفوس أبنائنا الطلبة؟ بل السؤال الذي يطرح نفسه: ما وجهة النظر بأنكم تنتظرون عاما بأكمله للطلب في التصليح أو الترميم أو تغيير الأثاث؟ بل التعجب والاستفسار من مسؤولي التربية: ألا يوجد دور رقابي يراقب على مدار العام بجولات رقابية على مباني وزاراتكم!؟ وبعدين موضوع المكيفات ليش دايما تبديل أنتوا تشترون المكيفات بدون كفالة طال عمركم؟ بس نبي نفهم!

٭ مسك الختام: «85 ألف طلب صرف بدل أثاث تالف لـ...المدارس» شر البلية ما يضحك بأن ما سوف ينظر في طلباتهم كما ذكر في إحدى الصحف هي المدارس الجديدة ! قالوها أهلنا: «انفخ يا شريم قال ما من برطم».

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/desktop/pdf-viewer.html?file=/pdf/2022/09/01-09-2022/19.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا