بقلم : نرمين الحوطي
«استروا ما واجهتم.. وكونوا قائدات قويات صالحات مصلحات.. كونوا أنتم التغيير الذي تتمنونه في العالم».
كانت تلك الكلمات نهاية أحداث مسلسل «بنات الثانوي»، 18 حلقة ونحن نعيش من خلالها واقعنا المعيش!
18 حلقة عرضت الكثير من القضايا التي نسمع أو نقرأ عنها من مشكلات «بنات الثانوي»، في كل حلقة برغم من تواصل الخط الدرامي لأحداث المسلسل إلا أن هذا الخط كان في كل حلقة يكشف ويسلط الضوء على قضية جديدة من مشاكل «بنات الثانوي»، مسلسل حمل بين طيات أحداثه الدرامية العديد من القضايا التي يعاني منها أبناؤنا الطلبة ليس فقط ما يعانيه، بل سلط الضوء على العديد من المشاكل التي من الممكن أن تقوم بها تلك الفئة العمرية.
«بنات الثانوي» إذا رغبنا تصنيفه فنيا فهو مسلسل أسري اجتماعي تربوي، أما بالنسبة للفئة العمرية المقدم له فهو مسلسل يحاكي الأسرة والمجتمع بأكمله، ذلك ما ميز العمل بالشمولية لجميع أركان المجتمع، تلك النوعية من المسلسلات للأسف أصبح القليل من يكتب لها، وأصبح إعلامنا يفتقر لدراما الأسرة، المراد: سطورنا اليوم ليست بتحليل للعمل الدرامي والفني، ولكن كلماتنا اليوم تسلط الضوء على «القيم» التي تناولها المسلسل، فبالرغم من وجود العديد من المشكلات التي قام بتعريتها المسلسل، إلا أنه في كل حلقة كان يقدم لنا مقابل تلك السلبيات قيمة إيجابية لغرسها في مجتمعنا، وتذكير الأسرة بغرسها بأبنائهم، فعلى سبيل المثال لا للحصر:
٭ طالبة تهوى الفن وهذا جميل بأن نصقل هويتها، ولكن تلك الفتاة عندما أتى أخو صديقتها ليصقل موهبتها أخذت من هذا الاهتمام بأنه حب لها ذلك كان الجانب السلبي للشخصية، ولكن نفس الشخصية «الفنانة» كانت تحمل الكثير من المعاني الجميلة أهمها الاعتناء بجدها المريض بألزهايمر وتحمل المسؤولية والشعور بمعاناة والدتها «لغياب رب الأسرة» ومحاولة مساعدتها، تلك هي حرفية الكتابة الاهتمام بمكنون الشخصية، فلا يوجد شخصية سيئة أو خيرة بل توجد مشاعر وقيم وتربية، وعند المعالجة سواء الدرامية أو الاجتماعية نقدر بأن نجعل ذلك الإنسان إيجابيا وعضوا مفيدا لمجتمعنا مثلما حدث في أحداث مسلسل «بنات الثانوي».
٭ التحرش الجنسي.. فاشنيستا.. غياب الأب.. انشغال الأم، كل هذه كانت مشاكل تعاني منها الطالبة إلى أن توجهت للمشرفة الاجتماعية التي قامت بمساعدتها من خلال التواصل مع أسرتها، مع هذا الكم من المشاكل التي قمنا بذكرها، إلا أن الكاتب قام بتسليط الضوء على جزئية أصبح مجتمعنا التربوي والتعليمي يفتقدها وهي دور المشرف الاجتماعي وأهميته على صعيد التعليم والتربية أيضا، فهو حلقة الوصل بين المدرسة والأسرة، ففي السابق كان دور المشرف مفعلا ومفيدا للطالب والأسرة، أما في تلك الآونة أصبحت بعض المدارس تهمش من هذا الدور، وهنا نجد «بنات ثانوي» قامت بتفعيل دور المشرف من خلال أحداث المسلسل وأهميته في التربية والتعليم، ذلك هو الجانب الإيجابي الذي حارب الجانب السلبي إلى أن أعاد للطالبة ثقتها بنفسها.
٭ مسك الختام: كل الشكر لطاقم العمل «بنات الثانوي» على كل ما قدمتموه من طرح للقضايا ومعالجتها دراميا وفنيا من خلال قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا بنسيج درامي يواكب مجتمعنا لتكن رسالتنا لأبنائنا: كونوا أنتم التغيير.
Nermin-alhoti@hotmail.com
https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2022/11/16-11-2022/14.pdf