د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

Please Wait

بقلم : نرمين الحوطي 

أصبحت تلك الجملة تكرر كثيرا في تلك الآونة، ولكن لمن؟ للمستقبل «الشباب»! بالأمس البعيد وللدقة في تاريخ 15/2/2012 عندما دعا المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، في كلمته أثناء افتتاح دورة الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة، وجه أثناء كلمة الافتتاح دعوة وطنية للتكليف نحو الرعاية الشبابية، فقال رحمه الله: «أدعوكم للتركيز على رعاية الشباب، وتوفير فرص العمل وأسباب الحياة الكريمة لهم، وتفعيل مشاركتهم الإيجابية ودورهم البناء في خدمة المجتمع وتنميته، فهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل».

ومن ذاك الوقت كانت انطلاقة الدعوة للاهتمام بالشباب والتركيز عليهم وتلبية رغباتهم، ولكن ماذا حدث؟ لا شيء!

عشرة أعوام من تلك الدعوة إلى يومنا هذا ماذا قدمنا للمستقبل «لا شيء» محلك سر، مجرد مبلغ شهري زاهد لا يكفى متطلباتهم، بل لا يكفى متطلبات ومستلزمات الدراسة «هاذي بتكون سالفتنا في مقالنا القادم» المراد عشرة أعوام ونحن نسمع من أغلبية المسؤولين يقولون ويصرحون للشباب: Please Wait!

تلك هي قضيتنا ليست قضية اليوم، بل هي قضية دولة تريد أن تبني مستقبلها بأسس صحيحة بأعمدة صلبة، فكيف تريدون البناء ومازال المستقبل منتظرا استراتيجياتكم وخططكم التي لا نسمع ولا نقرأ منها وعنها غير جملة واحدة «سوف نعلن عن إستراتيجيتنا في الشهر المقبل» وشهر يجر الشهر التالي، ولم نر أي شيء يقدم لشباب المستقبل.

سئمنا من أفواه تتحدث عن الشباب وللشباب أما على أرض الواقع فلا توجد لهم مساحة في وطنهم، بل أصبح كيانهم غير موجود بالأساس، حتى بيتهم الذي أقيم من أجلهم في عام 2015 «الهيئة العامة للشباب» سلب! نعم ذلك هو الواقع فعندما تأسس ونشأ كانت إستراتيجيته جميع أسسها ونقاطها وقوانينها تخدم الشباب وأفكارهم، وجميع العاملين كانوا في عمر الشباب، أما ما نراه اليوم للأسف ما هو إلا «بيروقراطية» قامت بتحويل ذلك البيت الجميل الذي كان يحمل كما من أفكار شبابية مستقبلية إلى مراكز حكومية بحتة لا نتاج ولا أفكار! نعم ذلك الواقع المعاش وما لا مسته عن قرب، فعندما أنشئت الهيئة كنت أجد خلية عاملة من الشباب تحمل الكثير من الأفكار الجديدة التي تخدم الشباب لأنها نابعة منهم، المؤسف أن هذا الوضع المشرق لم يستمر إلا أعواما قليلة ومن ثم تدخلت البيروقراطية ورجعنا من قبل ما بدأنا! وأصبح من يضع خططهم ليس هم «الشباب» بل أتت أياد بعيدة كل البعد عنهم سواء بالفكر والتخطيط، بل أصبح يستمد من الخارج بعض القوالب القديمة التي تقف أمام قوة المستقبل لتقول لهم: Please Wait.

٭ مسك الختام: غدا سطورنا لها بقية.

 

Nermin-alhoti@hotmail.com

https://pdf.alanba.com.kw/pdf/2022/12/07-12-2022/15.pdf


 
 
 

التعليق

x

إقرأ أيضا