د. نرمين الحوطي

profile picture

Nermin-alhoti@hotmail.com

يا حلو سوالفچ يا ماما غالية

في تلك الأجواء الشتوية «ما تحلى» الأمسيات إلا بالحديث والجلوس مع ماما غالية، أي كانت شخصيتها من هي؟ تبقى قصصها وحكايتها التي تسرد لنا على الدوام من الزمن الجميل «المراد».

في منتصف الأسبوع، قمت بزيارتها وكانت الأجواء الشتوية فوق العادة، ومع صوت المطر وبرودة الجو والجلوس في خيمتها كل من المتواجدين قام بسرد بعض من ذكريات زمان أول، وكانت ماما غالية تنصت لذكرياتنا التي كانت أغلبيتها محورها ما بين «الحشيمة والاحترام»! وكيف كان في الماضي الاحترام والحشيمة ليس مبدأ بل قانون حازم بين الجميع.

وبعد أحاديث كثيرة وذكريات مطولة تحدثت ماما غالية، وقالت: الله يرحم زمانا والله يعينكم على زمنكم، وعلى طاري الاحترام والحشيمة أمس بنت من بناتي يت وقالت لي قصة شيبت رأسي، فسألتها: اسم الله عليچ، عسى ما شر ماما غالية؟ فأجابت: والله يا بنتي ما أدرى شقول، بس من كثرة ما تكلمتوا على الحشيمة والاحترام استغرب من هالزمن أنتو شلون عايشين فيه؟ فسألت: يمه عسى ما شر؟ تعرفون فلانة تشتغل مدرسة في الجامعات.

فقمت بالتصحيح لأنني أعرف من تقصد وقلت: تقصدين دكتورة يمه، فأكملت ماما غالية: إلى أهو المهم، تصدقون عندها زميلة لها وتقول رفيجة عمر وأخت دنيا وسفر ودراسة وتتفاجأ من جم يوم بالصدفة داشة على زوجها وأهو قاعد على الكمبيوتر وإلا تلاقي رفيجة عمرها قاعدة تغازل زوجها والزوج قاعد يكتب لها على كمبيوتر، احترمي نفسك انتي انسانة متزوجة وأنا أحب مرتي وإنتي صاحبتها، وتقول البنت: أنا مصدومة والحمد لله زوجي ما حس في دخولي عليه، وتقول اشلون الصدمة لما زوجي يكتب لها عيب ويطلب منها قطع العلاقة بينها وبين زوجته وأهي تقول: عادي مالك شغل وأنا ما أقدر أعيش من غيرك، فقام الزوج مهددها إذا ما ابتعدت عنه سيفضحها بدوامها وعند زوجها ويبي يقول لمرته وأنهى رسالته بجملة وقال لها: حشمي عمرچ.

انتهت قصة ماما غالية والكل مصدوم من أحداث القصة، والصدمة الأكبر أن اشلون تلك النوعية تقوم بتربية وتعليم أجيالنا بل السؤال الذي يطرح نفسه: اشلون تربيتها لأبنائها؟ فقمت بالسؤال لماما غالية: وصاحبتنا شنو سوت مع زوجها؟ فأجابت: حبيبتي هذه تربيتنا احشمت نفسها واحترمت زوجها وانسحبت ولا فتحت موضوع ولا حسسته بوجودها، هذا السنع يا بنتي وتربية الله يستر عليهم، بس السؤال دكتورتنا: أنتوا ما يكشفون على عقولكم قبل ما يعينوكم؟ وهنا ضحكت وقلت: يا يمه ما شفتي شي يا غالية.

مسك الختام: قال الإمام علي كرم الله وجهه: الأدب لا يباع ولا يشترى، بل هو طابع في قلب كل من تربى، فليس الفقير من فقد الذهب، وإنما الفقير من فقد الأخلاق والأدب.

PDF

التعليق

x

إقرأ أيضا